شهدت أسواق الذهب قفزة سعرية كبيرة على الصعيدين المحلي والعالمي خلال تعاملات اليوم الخميس وذلك في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية حول العالم وتنامي حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية الأمريكية والتوجه نحو خفض أسعار الفائدة مما عزز الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
وتتغذى جاذبية الذهب كأصل آمن من عدة عوامل دولية أبرزها التطورات السياسية المتلاحقة فقد صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حدة خطابه تجاه روسيا مطالبا دول حلف الناتو بالتعامل بحزم مع أي اختراق لمجالها الجوي من قبل الطائرات الروسية كما أكد أن الدعم الغربي سيمكن أوكرانيا من استعادة سيادتها على أراضيها وهو ما رد عليه الكرملين بالتأكيد على استمرار عملياته العسكرية كما زادت التوترات في منطقة الشرق الأوسط بعد إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن هجوم جوي استهدف مدينة إيلات الإسرائيلية.
وعلى الصعيد الداخلي الأمريكي يواجه الاقتصاد مخاطر إضافية تزيد من حالة الضبابية حيث يتزايد القلق من سيناريو الإغلاق الحكومي مع بداية أكتوبر المقبل إذا لم يتمكن الكونجرس من إقرار تشريع جديد للإنفاق وهذا الوضع يعزز من مكانة الذهب لدى المستثمرين الباحثين عن التحوط من التقلبات السياسية والاقتصادية المحتملة.
وفيما يتعلق بالسياسة النقدية الأمريكية يرى الخبراء أن الموقف الحذر الذي يتبناه مجلس الاحتياطي الفيدرالي يساهم في الحفاظ على قوة الدولار الأمر الذي يضع حدا أمام تحقيق الذهب لمكاسب قياسية جديدة وتنعكس هذه الحيرة في تصريحات مسؤولي البنك المتباينة حيث حذرت ميشيل بومان من مخاطر التأخر في خفض الفائدة على سوق العمل بينما يرى أوستن جولسبي رئيس فيدرالي شيكاغو أن هناك فرصة لمزيد من الخفض إذا استمر التضخم في التباطؤ في المقابل حذر رافائيل بوستيك رئيس فيدرالي أتلانتا من أن ضغوط الأسعار ما زالت قائمة.
وكان رئيس الفيدرالي جيروم باول قد شدد هذا الأسبوع على أن قرارات الفائدة المستقبلية ستعتمد بشكل كامل على البيانات الاقتصادية الواردة محذرا من أن أي تيسير نقدي مبالغ فيه قد يعيق الوصول إلى هدف التضخم المنشود ومع ذلك يتوقع المتعاملون في الأسواق أن يقدم البنك المركزي على تخفيضات جديدة في أكتوبر وديسمبر القادمين بعد الخفض الذي أقره بالفعل بواقع 25 نقطة أساس في وقت سابق من هذا الشهر.
وانعكست هذه العوامل مجتمعة على الأسعار في السوق المحلي حيث ارتفعت بنحو 30 جنيها خلال تعاملات اليوم الخميس ليسجل جرام الذهب من عيار 21 مستوى 5060 جنيها أما على المستوى العالمي فقد صعدت الأوقية بنحو 16 دولارا لتصل إلى مستوى 3752 دولارا.
ووصل سعر جرام الذهب من عيار 24 إلى 5783 جنيها بينما سجل عيار 18 قيمة 4337 جنيها وبلغ سعر عيار 14 نحو 3374 جنيها في حين استقر الجنيه الذهب عند مستوى 40480 جنيها وتأتي هذه الارتفاعات بعد تراجع شهده المعدن النفيس في ختام تعاملات أمس الأربعاء بنحو 30 جنيها محليا و29 دولارا عالميا.
وفي هذا السياق تترقب الأسواق العالمية عن كثب صدور بيانات اقتصادية هامة من الولايات المتحدة اليوم تشمل مطالبات البطالة الأسبوعية والتقدير الثاني للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني وطلبيات السلع المعمرة وذلك قبل صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي يوم الجمعة والذي يعتبر مقياس التضخم المفضل لدى الفيدرالي.
