أطلقت جهات صحية رسمية متمثلة في وزارة الصحة والسكان وهيئة الدواء المصرية تحذيراً شاملاً للمواطنين بشأن مخاطر جسيمة قد تنجم عن استخدام أنواع معينة من الحقن دون استشارة طبية متخصصة مؤكدة أن بعض هذه الممارسات الخاطئة قد تؤدي إلى مضاعفات صحية لا يمكن تداركها وقد تصل إلى الوفاة.
في مقدمة هذه التحذيرات جاءت ما تعرف شعبياً بحقنة البرد أو الخلطة الشيطانية التي يلجأ إليها الكثيرون بحثاً عن علاج سريع وأوضحت الجهات الصحية أن هذه الحقنة التي تجمع بين مضاد حيوي وكورتيزون ومسكن للألم تشكل خطراً داهماً فالاعتماد على المضادات الحيوية لعلاج عدوى فيروسية مثل نزلات البرد لا يجدي نفعاً بل يسهم على المدى البعيد في تكوين مقاومة بكتيرية تجعل العلاجات غير فعالة مستقبلاً.
أما الكورتيزون الموجود في هذه الخلطة فيعمل على إضعاف جهاز المناعة مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابات المرضية الأخرى ويمثل خطراً خاصاً على مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم كما أن الاستخدام المفرط لمسكنات الألم قد يتسبب في أضرار بالغة مثل قرحة المعدة ومشكلات في الكلى والكبد والقلب وقد تم تسجيل حالات وفاة مرتبطة مباشرة باستخدام هذه الحقنة.
كما امتدت التحذيرات لتشمل حقن التخسيس التي شهدت انتشاراً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي كوسيلة سريعة لفقدان الوزن ونبهت هيئة الدواء إلى خطورة شراء هذه المنتجات من مصادر مجهولة نظراً لوجود عبوات مقلدة قد تسبب مضاعفات خطيرة وشددت على أن هذه الحقن مخصصة طبياً لحالات السمنة المفرطة فقط التي لم تنجح معها الطرق التقليدية ويجب أن يكون استخدامها تحت إشراف طبي صارم لأن فعاليتها تختلف من شخص لآخر وهناك فئات من المرضى يمنع عليها استخدام هذا العلاج.
التحذير الثالث تناول حقنة حيوية تُعرف باسم RhoPhylac 300 وهي مخصصة للسيدات بعد الولادة لمنع مضاعفات معينة وكشفت هيئة الدواء عن ضبط كميات مقلدة ومغشوشة من هذا المستحضر في الأسواق مما يمثل تهديداً مباشراً لصحة الأمهات وأكدت على ضرورة الحصول على هذه الحقنة الحساسة من مصادرها المعتمدة والموثوقة فقط لضمان سلامتها وفعاليتها.
وفي هذا السياق قدمت وزارة الصحة والسكان الإرشادات الصحيحة للتعامل مع نزلات البرد والإنفلونزا التي تعد من العدوى الفيروسية وأكدت الوزارة أن العلاج الأمثل يكمن في الحصول على قسط كاف من الراحة والإكثار من تناول السوائل الدافئة مع استخدام بعض الأدوية البسيطة التي يصفها الطبيب المختص مشيرة إلى أن معظم الحالات تتعافى بشكل طبيعي خلال فترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام دون الحاجة إلى اللجوء لهذه الحقن الخطيرة.
