
أوضح خبير في مجال الإنشاءات الهندسية أن تحديد الواجهة المثالية للمنزل يعتمد بشكل أساسي على فهم مسار الشمس وتأثيره على المبنى طوال اليوم مشيرا إلى عدم وجود إجابة قاطعة تناسب جميع الأذواق والاحتياجات بل مدارس فكرية مختلفة لكل منها وجهة نظرها في هذا الشأن.
يظل السؤال حول الواجهة الأمثل للمنزل محط جدل بين المختصين حيث يرى البعض أن الواجهة الشرقية أو الشمالية هي الخيار الأفضل بينما يتبنى فريق آخر ومنهم الخبير سعد الرومي فكرة ضرورة معرفة مزايا وعيوب كل اتجاه ومن ثم معالجتها تصميميا في مخطط البناء بما يتوافق مع رغبة المالك.
وتعتبر الواجهتان الجنوبية والغربية الأكثر تحديا بسبب تعرضهما لأشعة الشمس الحادة والمباشرة لفترات طويلة من اليوم فالواجهة الجنوبية تستقبل الشمس أغلب النهار مما يجعلها حارة صيفا لكنها في المقابل تمنح المنزل دفئا طبيعيا خلال فصل الشتاء أما الواجهة الغربية فتعاني من أشعة الشمس القوية خاصة بعد فترة العصر.
وللتعامل مع حرارة الواجهات الجنوبية والغربية ينصح الخبراء باتباع حلول معمارية ذكية منها زيادة سماكة الجدران باستخدام الطابوق لتعزيز العزل الحراري وتصغير مساحة النوافذ للحد من نفاذ الحرارة كما يوصى بتركيب كاسرات الشمس وهي شرائح خاصة تثبت خارج النوافذ لصد الأشعة المباشرة.
ويختلف تركيب كاسرات الشمس باختلاف الواجهة حيث يتم وضعها بشكل أفقي على الواجهة الجنوبية لمواجهة مسار الشمس العمودي بينما تركب بشكل رأسي على الواجهة الغربية للتصدي لأشعة الشمس المنخفضة في فترة ما بعد الظهر.
على الجانب الآخر تتميز الواجهة الشرقية باستقبالها أشعة الشمس الخفيفة وغير المزعجة في الفترة الصباحية فقط ليظل المنزل في الظل بقية اليوم مما يجعلها مفضلة لدى الكثيرين أما الواجهة الشمالية فلا تدخلها أشعة الشمس المباشرة إطلاقا بل يصلها ضوء طبيعي فقط وهو ما يجعلها باردة بشكل عام وقد يكون ذلك ميزة للبعض وعيبا للبعض الآخر خصوصا في الشتاء.
وبناء على هذه الخصائص درجت العادة لدى المكاتب الهندسية على تصميم المساحات المفتوحة مثل الحدائق والجلسات الخارجية في الجهتين الشمالية والشرقية من المنزل للاستفادة من الظل والأجواء المعتدلة التي توفرها هاتان الواجهتان خلال فترة العصر.