كشفت تجربة عائلية عن خطر صحي داهم يختبئ في الأجهزة المنزلية حيث عانى طفلان لأشهر من مشاكل هضمية متكررة وظن الأهل أن السبب هو عدوى من المدرسة لكن اللغز لم يُحل إلا بعدما أصيبت الجدة بنفس الأعراض وهو ما دفع الطبيب لطرح سؤال غير متوقع كشف عن مصدر المشكلة.
بعد نصيحة الطبيب بفحص غسالة الأطباق صُدم الأب عندما اكتشف أن الفلتر والأجزاء المطاطية الداخلية للجهاز مغطاة بالكامل بطبقة من العفن الأسود ذي الرائحة الكريهة معبرا عن خيبة أمله في جهاز كان يفترض به أن يكون أداة للحفاظ على نظافة وصحة الأسرة لا مصدرا للأمراض.
ويشير خبراء الصحة إلى أن هذه الواقعة تسلط الضوء على بيئة خصبة لنمو السموم داخل منازلنا فالرطوبة المستمرة في أجهزة مثل غسالات الأطباق والغسالات والثلاجات توفر الظروف المثالية لتكاثر الفطريات والعفن بعيدا عن الأنظار مما يحولها إلى قنابل صحية موقوتة.
إن التعرض لهذه الفطريات يمكن أن يسبب سلسلة من المشكلات الصحية الخطيرة وتتضمن الأضرار المحتملة حدوث ردود فعل تحسسية شديدة خاصة لدى مرضى الربو بالإضافة إلى التهابات الجهاز التنفسي والشعور بالصداع المستمر والتقلبات المزاجية كما أن بعض أنواع العفن تنتج سموما فطرية قادرة على إضعاف جهاز المناعة بشكل كبير.
ولا يقتصر وجود العفن على الأجهزة الكهربائية فقط بل ينتشر في أماكن أخرى غير متوقعة داخل المنزل ومن أبرز هذه البؤر المناطق الواقعة خلف الأحواض والثلاجات وأسفل الغسالات وحول المراحيض وكذلك في حجرات الاستحمام والطوابق السفلية التي تعاني من الرطوبة كما أن وحدات التكييف وأنظمة التهوية قد تتحول إلى مأوى لهذه الكائنات الدقيقة الضارة.
للوقاية من هذه السموم الخفية يُنصح بتنظيف الأجهزة المنزلية وتجفيفها بشكل دوري ومنتظم مع الحرص على استخدام أجهزة إزالة الرطوبة في الأماكن المعرضة لتكونها وفي حالات الانتشار الواسع للعفن يصبح من الضروري الاستعانة بخبراء متخصصين للتعامل مع المشكلة بشكل جذري.
ويؤكد أحد الخبراء أن خطورة العفن تكمن في قدرته على النمو في أماكن صغيرة ومخفية مما يسهل انتشاره بسرعة فائقة قبل ملاحظته مشددا على أن عدم معالجته بالطرق الصحيحة يجعله خطرا حقيقيا على صحة جميع أفراد الأسرة.
