
حذر الدكتور مصطفى محمدي استشاري أمراض الباطنة ومكافحة العدوى من مفهوم خاطئ شائع لدى الكثيرين وهو أن مستويات الهيموجلوبين الطبيعية في الدم تنفي بالضرورة وجود فقر الدم أو الأنيميا مؤكدا أن هذا الاعتقاد قد يؤخر تشخيص وعلاج حالة تعرف بالأنيميا الخفية التي تنشأ بسبب نقص الحديد.
وأوضح محمدي أن الأنيميا الخفية قد تظهر على المريض رغم أن نتائج تحليل الهيموجلوبين تكون ضمن المعدلات الطبيعية وتظهر أعراضها على شكل شعور مستمر بالإرهاق وضيق التنفس المعروف بالنهجان إضافة إلى الصداع المتكرر وتسارع ملحوظ في ضربات القلب مع شحوب واضح في لون الوجه.
ويعود السبب الأساسي لهذه الحالة إلى نضوب مخازن الحديد في الجسم وإذا لم يتم التعامل مع هذا النقص مبكرا فإن مستويات الهيموجلوبين ستنخفض بشكل حاد خلال فترة قصيرة مما يفاقم الحالة الصحية للمريض ولذلك شدد على أهمية إجراء فحوصات متخصصة لقياس نسبة مخزون الحديد عند ملاحظة أي من الأعراض المذكورة حتى لو كانت نسبة الهيموجلوبين طبيعية لضمان التشخيص المبكر وتفادي المضاعفات المحتملة.
ولتحقيق أقصى استفادة من العلاج قدم استشاري الباطنة مجموعة من الإرشادات الصحية للمصابين بأنيميا نقص الحديد حيث نصح بأن أفضل توقيت لتناول مكملات الحديد هو على معدة فارغة إما قبل تناول الطعام بساعة كاملة أو بعده بساعتين لأن ذلك يعزز من قدرة الجسم على امتصاصه بكفاءة عالية.
وفي سياق متصل أكد على الدور الحيوي لفيتامين سي في عملية امتصاص الحديد داعيا إلى الحرص على تناوله إما من مصادره الطبيعية الغنية به مثل الفواكه الحمضية أو عبر المكملات الغذائية بالتزامن مع جرعات الحديد كما شدد على ضرورة تضمين النظام الغذائي اليومي أطعمة غنية بالحديد لدعم العلاج ومن أهم هذه الأطعمة اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والبقوليات المختلفة والحبوب الكاملة.
وفي المقابل نبه المرضى إلى ضرورة تجنب بعض العادات الغذائية التي تعرقل امتصاص الحديد بشكل كبير ومن أبرزها تناول الكالسيوم الموجود في منتجات الألبان في نفس توقيت تناول جرعة الحديد ويفضل الفصل بينهما بمدة زمنية لا تقل عن ساعتين إلى أربع ساعات كما نصح بالتقليل من استهلاك الشاي والقهوة لاحتوائهما على مركبات تمنع الامتصاص وكذلك الحذر من تناول الأطعمة الغنية بالألياف مباشرة قبل أو بعد جرعة الحديد.