المقليات في لانش بوكس طفلك.. خطر صامت يهدد صحته ومستقبله الدراسي

المقليات في لانش بوكس طفلك.. خطر صامت يهدد صحته ومستقبله الدراسي
المقليات في لانش بوكس طفلك.. خطر صامت يهدد صحته ومستقبله الدراسي

حذر خبير تغذية علاجية من خطورة اعتماد الأمهات على الأطعمة المقلية في تجهيز وجبات أطفالهن المدرسية اليومية مشيرا إلى أن حقيبة الطعام المدرسية تلعب دورا محوريا في تحديد مستوى تركيز الطفل وصحته العامة طوال اليوم الدراسي فهي ليست مجرد وسيلة لإشباع الجوع.

يؤدي الإفراط في تناول الأطعمة المقلية مثل البطاطس والناجتس والسجق إلى تكوين عادات غذائية خاطئة لدى الطفل إذ ينشأ مفضلا للوجبات السريعة على حساب الخيارات الصحية كالفواكه والسلطات وهو ما يضر بصحته على المدى الطويل ويشكل أساسا لنظام غذائي غير متوازن في المستقبل.

إن هذه الأطعمة الغنية بالزيوت والدهون المشبعة تسبب مشاكل متعددة للجهاز الهضمي لدى الأطفال حيث تؤدي إلى عسر الهضم والانتفاخ والشعور بالحرقة في المعدة كما أن افتقارها للألياف الضرورية يسبب الإمساك المزمن الذي يؤثر على راحة الطفل.

ومن المخاطر الجسيمة أيضا أن الاعتماد على المقليات يحرم جسم الطفل من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الموجودة في الأطعمة الصحية مثل الخضراوات والفواكه وهو ما يترتب عليه ضعف جهاز المناعة وجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض المتكررة.

كما ترتبط الأطعمة المقلية بزيادة الوزن والسمنة المبكرة نظرا لسعراتها الحرارية المرتفعة والدهون التي تتراكم بسهولة في الجسم وهذا لا يهدد الطفل بزيادة الوزن فقط بل يعرضه لمشاكل صحية مستقبلية مثل ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم أو تطور مقاومة الأنسولين.

على الصعيد الأكاديمي يؤثر تناول المقليات سلبا على تركيز الطفل وقدرته على التحصيل الدراسي فهذه الوجبات تفتقر للعناصر الغذائية الضرورية للطاقة والنشاط الذهني مما يجعل الطفل يشعر بالخمول والكسل بعد فترة قصيرة من تناولها ويضعف أداءه في الفصل الدراسي.

رغم أن أمراض القلب ترتبط عادة بالكبار فإن بناء العادات الغذائية السيئة منذ الصغر بتناول أطعمة غنية بالدهون المشبعة والمتحولة يزيد من خطر الإصابة بانسداد الشرايين وارتفاع ضغط الدم في مراحل لاحقة من العمر كما أن كثرة الدهون غير الصحية قد تزيد من فرص ظهور مشاكل جلدية مثل حب الشباب حتى في سن صغيرة.

ولحماية صحة الأطفال يمكن للأمهات اللجوء إلى بدائل صحية ولذيذة في نفس الوقت فبدلا من القلي يمكن تحضير أصابع البطاطس أو الكوسة المخبوزة في الفرن أو تقديم قطع الدجاج والسمك المشوي التي تحتفظ بقيمتها الغذائية.

وتعد السندويتشات الصحية خيارا ممتازا أيضا حيث يمكن حشوها بالجبن الأبيض أو التونة أو البيض المسلوق مع إضافة الخضراوات الطازجة لزيادة الفائدة كما يمكن إضافة الفواكه الطازجة أو المجففة والمكسرات غير المملحة لتزويد الطفل بالطاقة والدهون الصحية المفيدة.