
تعد الحلاوة الطحينية وجبة إفطار أساسية في العديد من البيوت العربية حيث تشتهر بمذاقها المميز وقدرتها على إمداد الجسم بالطاقة الفورية ولكن خلف هذا المذاق الحلو تكمن حقيقة غذائية مركبة تجمع بين الفوائد الصحية الكبيرة والمحاذير التي لا يمكن إغفالها فهي وجبة شعبية غنية بالقيمة الغذائية وسهلة الحفظ.
على الرغم من فوائدها المتعددة حذرت الدكتورة مرام عيسى وهي أخصائية في التغذية العلاجية من أن الإفراط في استهلاك الحلاوة الطحينية قد يؤدي إلى مشكلات صحية ويأتي على رأس هذه المخاطر محتواها العالي من السعرات الحرارية والسكريات البسيطة مما قد يؤدي إلى زيادة غير صحية في الوزن والسمنة كما يشكل تناولها تحديا كبيرا لمرضى السكري بسبب تأثيرها المباشر على مستويات السكر في الدم. وأضافت أنه رغم احتواء الحلاوة على دهون صحية فإن الإكثار منها قد يرفع مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول في الجسم كما أن تناول كميات كبيرة منها قد يسبب لبعض الأشخاص عسر هضم وانتفاخات.
في المقابل تزخر الحلاوة الطحينية بكنوز غذائية مستمدة من مكونها الرئيسي وهو السمسم فهي مصدر غني بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجسم حيث تحتوي على الكالسيوم والفوسفور اللذين يلعبان دورا حيويا في بناء وتقوية العظام والأسنان كما أنها غنية بالحديد والمغنيسيوم مما يساعد في الوقاية من فقر الدم بالإضافة إلى احتوائها على فيتامينات مجموعة B التي تدعم صحة الجهاز العصبي وتعزز القدرة على التركيز.
ولا تقتصر فوائدها على ذلك بل تمتد لتشمل تعزيز صحة القلب إذ إن بذور السمسم المستخدمة في صنعها غنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة التي تساهم بفعالية في خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع الكوليسترول النافع وهذا بدوره يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين. كما أنها مفيدة لصحة الجهاز الهضمي بفضل الألياف الغذائية الموجودة في السمسم التي تعمل على تحسين حركة الأمعاء وتساعد في الوقاية من الإمساك.
وتلعب الحلاوة الطحينية دورا في دعم جهاز المناعة بفضل احتوائها على مضادات أكسدة قوية مثل السمسمولين والسمسمول وهذه المركبات تساعد الجسم على محاربة الجذور الحرة التي تسبب الأمراض المزمنة وتسرع من عملية الشيخوخة. كما أن الزيوت الطبيعية وفيتامين E الموجودين بها يجعلانها مفيدة لصحة البشرة والشعر إذ تساعد على ترطيب الجلد وتأخير ظهور التجاعيد وتعزيز لمعان الشعر وقوته.
وللتمتع بفوائدها مع تجنب أضرارها المحتملة قدمت الأخصائية مجموعة من النصائح أبرزها الاعتدال في تناولها بحيث لا تتجاوز الكمية ملعقتين كبيرتين في اليوم الواحد. ويفضل تناولها في وجبة الإفطار مع الخبز الأسمر لزيادة الشعور بالشبع أو مع المكسرات لتعزيز قيمتها الغذائية مع أهمية تجنب تناولها في المساء أو قبل النوم مباشرة لأن طاقتها العالية قد تتحول إلى دهون مخزنة وتسبب زيادة في الوزن.