الذهب يحافظ على استقراره رغم الضغوط الاقتصادية وترقب بيانات حاسمة
شهدت أسعار الذهب استقرارا ملحوظا خلال تعاملات اليوم السبت في الأسواق العالمية حيث يواجه المعدن الأصفر ضغوطا متضاربة تدفعه للتحرك في نطاق ضيق فمن ناحية تحد البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية من توقعات خفض أسعار الفائدة ومن ناحية أخرى توفر التوترات التجارية الجديدة دعما له.
وعلى صعيد السوق المحلي في مصر سجلت أسعار الذهب اليوم السبت الموافق 27 سبتمبر 2025 استقراراً عند المستويات التالية حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 5782 جنيها بينما وصل سعر الذهب عيار 21 وهو الأكثر انتشارا في البلاد إلى 5060 جنيها للجرام الواحد وسجل سعر الذهب من عيار 18 نحو 4337.25 جنيه أما عيار 14 فقد بلغ سعره 3373.25 جنيه في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند مستوى 40480 جنيها.
وتعود الضغوط التي تواجه أسعار الذهب بشكل أساسي إلى صعود الدولار الأمريكي الذي سجل أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع مبتعدا عن أدنى سعر له في ثلاث سنوات وهو ما يقلل من جاذبية الذهب كأصل استثماري آمن للمستثمرين حاملي العملات الأخرى وجاء هذا الصعود مدفوعا ببيانات أظهرت نموا اقتصاديا أمريكيا أقوى من المتوقع خلال الربع الثاني من العام بدعم من إنفاق المستهلكين القوي واستثمارات الشركات بالإضافة إلى تراجع طلبات إعانة البطالة.
وفي سياق متصل أثرت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الحذرة على توقعات السوق حيث أشار رئيسه جيروم باول إلى المخاطر المتزايدة الناجمة عن التضخم الثابت وضعف سوق العمل وهذه التطورات مجتمعة دفعت المستثمرين إلى إعادة تقييم رهاناتهم على خفض الفائدة في اجتماعي أكتوبر وديسمبر المقبلين حيث تراجعت احتمالات الخفض من 91% إلى 85% لشهر أكتوبر ومن 76% إلى 60% لشهر ديسمبر.
على الرغم من قوة الدولار وتراجع توقعات خفض الفائدة تمكن الذهب من الحفاظ على تماسكه قرب مستوياته المرتفعة مستمدا الدعم من حالة عدم اليقين التي أثارتها قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية عقابية جديدة اعتبارا من بداية شهر أكتوبر المقبل ومن أبرز هذه الرسوم فرض 100% على واردات الأدوية وقد عززت هذه الخطوة المخاوف في الأسواق ودفعت بعض المتعاملين للتحوط باللجوء إلى المعدن الأصفر.
ومع اقتراب نهاية تداولات الأسبوع تتجه أسعار الذهب لتحقيق مكاسب أسبوعية تقترب من 1.7% بينما تترقب الأسواق العالمية صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في وقت لاحق اليوم ويعتبر هذا المؤشر المقياس المفضل لدى البنك الفيدرالي الأمريكي لتقييم مستويات التضخم وسيكون لنتائجه تأثير مباشر على قرار السياسة النقدية القادم وبالتالي على مسار أسعار الذهب إما نحو تصحيح فني أو مواصلة الصعود ويرى المحللون أن مستوى 3712 دولارا للأونصة يمثل أول منطقة دعم فني في حال حدوث هبوط سعري لكنهم يؤكدون أن الاتجاه العام للمعدن لا يزال صاعدا في ظل غياب أي مؤشرات واضحة على انعكاس وشيك.
