
يمثل حب الشباب أحد أبرز المشكلات الجلدية التي لا تقتصر على فترة المراهقة بل قد تمتد لتؤثر على الأفراد في مراحل عمرية متقدمة تصل إلى الثلاثينات والأربعينات ويعود استمرار هذه الظاهرة المزعجة إلى مجموعة معقدة من العوامل المتداخلة التي تتجاوز مجرد النظافة الشخصية لتشمل أسبابًا بيولوجية وبيئية ونمط حياة متكامل.
تلعب الوراثة دورًا أساسيًا في تحديد قابلية الشخص للإصابة بحب الشباب فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما قد عانى من هذه المشكلة فإن احتمالية ظهورها لدى الأبناء تزداد بشكل ملحوظ وتعد التقلبات الهرمونية من المحفزات الرئيسية لظهور البثور خاصة خلال فترات معينة مثل البلوغ والدورة الشهرية والحمل حيث تؤدي هذه التغيرات إلى تحفيز الغدد الدهنية لإنتاج كميات أكبر من الزيوت.
يؤدي الإنتاج المفرط للزيوت أو ما يعرف بالزهم إلى تفاقم المشكلة فعندما يمتزج هذا الزهم مع خلايا الجلد الميتة يتسبب في انسداد مسام البشرة وتوفر هذه البيئة المسدودة مكانًا مثاليًا لنمو بكتيريا البروبيونيباكتيريوم التي تعيش بشكل طبيعي على الجلد ويساهم وجود هذه البكتيريا داخل المسام المغلقة في حدوث استجابات التهابية ينتج عنها الاحمرار والتورم والألم المصاحب لحب الشباب.
لا يمكن إغفال تأثير نمط الحياة المتبع على صحة البشرة فقد ربطت بعض الدراسات بين ظهور حب الشباب وعوامل مثل التوتر النفسي وقلة النوم وتناول أنواع معينة من الأطعمة على الرغم من أن هذه العلاقة لا تزال قيد البحث كما أن إهمال النظافة السليمة للبشرة كعدم غسل الوجه بانتظام أو عدم إزالة المكياج قبل النوم يساهم بشكل مباشر في تراكم الشوائب وانسداد المسام مما يهيئ لظهور البثور.
يمكن لبعض العادات اليومية أن تفاقم الحالة دون قصد فاستخدام مستحضرات العناية بالبشرة أو التجميل التي تحتوي على مكونات تسد المسام قد يكون سببًا رئيسيًا في ظهور الحبوب يضاف إلى ذلك تأثير العوامل البيئية المحيطة مثل التلوث والرطوبة العالية التي قد تزيد من تهيج الجلد فضلًا عن أن بعض أنواع الأدوية قد يكون لها دور في تحفيز ظهور حب الشباب كأثر جانبي.