
تعد ظاهرة طقطقة المفاصل أو فرقعتها من الأمور المنتشرة التي يختبرها الكثيرون من مختلف الفئات العمرية سواء من الشباب أو كبار السن والتي قد تثير القلق خصوصا عندما يصاحبها شعور بالألم ما يدفع إلى ضرورة فهم أسبابها المتنوعة والتمييز بين الحالات الطبيعية وتلك التي تستدعي استشارة طبية.
تتعدد العوامل التي تؤدي إلى سماع هذه الأصوات الصادرة من المفاصل ففي كثير من الأحيان تكون هذه الظاهرة غير مقلقة وتحدث نتيجة أسباب طبيعية تماما أبرزها انفجار فقاعات غازية صغيرة تتشكل داخل السائل الزلالي الذي يغلف المفصل حيث يتكون هذا السائل من غازات الأكسجين والنيتروجين وعند تحريك المفصل بشكل مفاجئ يتغير الضغط وتنفجر هذه الفقاعات محدثة صوتا مسموعا.
في المقابل قد تكون فرقعة المفاصل مؤشرا على وجود مشكلة صحية كامنة خصوصا إذا ترافقت مع ألم أو تورم فمن بين الأسباب المرضية تآكل الغضاريف أو ما يعرف بخشونة المفاصل حيث يؤدي احتكاك العظام ببعضها إلى صدور صوت الطقطقة كما أن الإصابات السابقة مثل الالتواءات والكسور يمكن أن تترك آثارا تؤدي إلى هذه الأصوات عند الحركة ويساهم الوزن الزائد في زيادة الضغط على المفاصل خاصة الركبتين والكاحلين مما يزيد من احتمالية حدوث الطقطقة.
يوجد أيضا أسباب أخرى قد تكون مرتبطة بالأنسجة الرخوة المحيطة بالمفصل حيث يمكن أن تنزلق الأوتار والأربطة على النتوءات العظمية أثناء الحركة مما يسبب صوت الفرقعة وهو أمر شائع في مفصلي الركبة والكتف كما أن التهاب هذه الأوتار والأربطة يجعل حركتها غير سلسلة ويسبب أصواتا مشابهة بالإضافة إلى أن وجود ضعف أو تمزق في الغضروف الهلالي بالركبة يؤدي إلى أصوات متكررة مع شعور بعدم الاستقرار في المفصل.
إن إهمال الطقطقة المصحوبة بأعراض أخرى قد ينطوي على مخاطر عديدة على المدى الطويل فاستمرار الاحتكاك الناتج عن خشونة المفصل قد يزيد من تآكل الغضاريف ويعرض الشخص للإصابة بالتهاب المفاصل المزمن ومع مرور الوقت قد يواجه المريض صعوبة في ثني المفصل أو مده بشكل كامل مما يؤثر على قدرته على الحركة وفي الحالات المتقدمة قد يحدث تشوه في شكل المفصل.
تتنوع طرق التعامل مع هذه الحالة بناء على المسبب الرئيسي لها ففي الحالات البسيطة يمكن أن تساهم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل وتوفير دعم أفضل لها كما تساعد تمارين الإطالة على تقليل تيبس الأوتار ويمكن اللجوء إلى استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة لتخفيف أي التهاب مرافق.
أما بالنسبة للخيارات العلاجية الطبية فهناك مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي تعمل على تقليل الألم والتورم ويمكن أن يوصي الطبيب بمكملات غذائية مثل الجلوكوزامين والكوندرويتين لدعم صحة الغضاريف وتلعب جلسات العلاج الطبيعي دورا مهما في تحسين مرونة المفاصل وتقليل الالتهاب عبر تقنيات مثل الموجات فوق الصوتية أو الليزر وفي الحالات الشديدة جدا مثل التآكل الكامل للمفصل قد تصبح الجراحة خيارا مطروحا سواء عبر تنظير المفصل لإصلاح الأنسجة التالفة أو استبدال المفصل بالكامل.