
واصلت أسعار الذهب العالمية مسارها الصاعد للأسبوع السادس على التوالي مدعومة بالبيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة الخاصة بالتضخم والتي جاءت مطابقة لتقديرات المحللين الأمر الذي رسخ لدى المستثمرين قناعة متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتجه نحو خفض أسعار الفائدة مجددا هذا العام.
وفي سياق متصل زادت المخاوف التجارية من حدة حالة عدم اليقين في الأسواق المالية بعد الإعلان عن جولة جديدة من الرسوم الجمركية العقابية الأمريكية على سلع مستوردة متنوعة من بينها فرض رسوم بنسبة مئة بالمئة على واردات الأدوية اعتبارا من أول أكتوبر. وأدت هذه الإجراءات إلى إثارة موجة من تجنب المخاطرة بين المستثمرين مما عزز التدفقات المالية نحو الذهب بوصفه ملاذا آمنا.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية مع تلميحاته بإمكانية المضي قدما في سياسة التيسير النقدي. وعلى الرغم من أن بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي جاءت متوافقة مع التوقعات بينما تجاوز الدخل والإنفاق التقديرات فإنها قد لا تكون كافية لثني البنك المركزي عن خفض آخر للفائدة في اجتماعه المقبل في أكتوبر حيث تسعر الأسواق حاليا احتمالية حدوث ذلك بنسبة 88% واحتمالية خفض إضافي في ديسمبر بنسبة 65%.
وقد انعكس هذا الزخم على أداء المعدن الأصفر الذي شهد ارتفاعا أسبوعيا بنسبة 2% دافعا سعر الأونصة لتسجيل مستوى تاريخي جديد في تداولات الأسبوع الماضي. وفي الوقت نفسه أظهر تقرير يتابع مراكز المتعاملين في الأسواق الآجلة للأسبوع المنتهي في 23 سبتمبر زيادة في عقود الشراء لأغراض المضاربة بواقع 6030 عقدا وزيادة موازية في عقود البيع بمقدار 5691 عقدا وهو ما يشير إلى عودة نشاط المضاربة على خلفية التوقعات المرتبطة بسياسة الفيدرالي الأمريكي.
وعلى الصعيد المحلي تأثرت الأسواق بالتحركات العالمية حيث استقرت أسعار الذهب اليوم عند مستويات مرتفعة فسجل سعر جرام الذهب من عيار 24 نحو 5800 جنيه. وبلغ سعر جرام الذهب من عيار 21 الأكثر انتشارا 5075 جنيها فيما وصل سعر جرام الذهب من عيار 18 إلى 4350 جنيها وسجل الجنيه الذهب 40600 جنيه.