
أوضحت الدكتورة مها سيد اخصائية التغذية العلاجية أن التغلب على مشكلة بطء الأيض التي تواجه الكثيرين وتعيق جهودهم في إنقاص الوزن ليس أمراً مستحيلاً بل يمكن تحقيقه عبر تبني نمط غذائي صحي. فعملية الأيض التي يحول بها الجسم الطعام إلى طاقة يمكن تحفيزها بشكل فعال من خلال دمج أطعمة ومشروبات معينة في النظام اليومي إلى جانب نمط حياة نشط.
تأتي البروتينات في مقدمة العناصر الغذائية الفعالة لرفع معدل الحرق حيث يستهلك الجسم طاقة أكبر لهضمها مقارنة بالدهون والكربوهيدرات وهو ما يعرف بالتأثير الحراري للطعام. وتساعد مصادر البروتين المتنوعة مثل اللحوم البيضاء والأسماك والبيض والبقوليات على بناء الكتلة العضلية والحفاظ عليها والتي بدورها تزيد من حرق السعرات الحرارية حتى في أوقات الراحة.
يحتل الشاي الأخضر مكانة بارزة بفضل غناه بمركبات مضادة للأكسدة تعرف بالكاتيشين. هذه المادة الفعالة تنشط عمليات الأيض وتدفع الجسم نحو استهلاك الدهون المخزنة لتوليد الطاقة. وتشير الدراسات إلى أن الانتظام في تناول كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميا بالتزامن مع نظام غذائي متوازن ونشاط بدني يعزز من فقدان الوزن. وبالمثل تعمل القهوة بفضل محتواها من الكافيين كمنبه طبيعي يزيد من حرق السعرات عبر تحفيز الجهاز العصبي وتكسير الأحماض الدهنية لاستخدامها كوقود.
للتوابل دور لا يستهان به في هذا المجال فالفلفل الحار يحتوي على مركب الكابسيسين الذي يمنحه مذاقه اللاذع ويعمل على زيادة حرارة الجسم الداخلية مؤدياً إلى استهلاك سعرات حرارية إضافية. كما يساهم الزنجبيل في تنشيط الدورة الدموية ورفع حرارة الجسم مما يحفز عملية الحرق. أما القرفة فتعمل على تنظيم مستويات السكر في الدم وتقلل من نوبات الجوع المفاجئة ولها تأثير حراري يدعم الأيض.
تعتبر الألياف الغذائية من العوامل المساعدة على تنشيط الأيض. فالفواكه كالتفاح والكمثرى والحبوب الكاملة كالشوفان والكينوا تتطلب وقتا وجهدا أكبر من الجسم لهضمها وهو ما يرفع من استهلاك الطاقة. كما أنها تمنح شعوراً بالامتلاء لفترات طويلة مما يقلل من الرغبة في تناول كميات إضافية من الطعام.
على الرغم من سمعتها كأطعمة عالية السعرات إلا أن المكسرات النيئة مثل اللوز والجوز تقدم فوائد كبيرة لعملية الأيض. فهي غنية بالبروتينات والدهون الصحية والمغنيسيوم والألياف التي تنظم سكر الدم وتحفز الحرق. كذلك الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على نسبة عالية من الكاكاو تساهم بمضادات الأكسدة والكافيين في رفع معدل الأيض وتحسين المزاج.
لا يمكن إغفال دور الحمضيات مثل الليمون والبرتقال والجريب فروت الغنية بفيتامين C الذي يدعم العمليات الأيضية. وقد ربطت بعض الأبحاث تناول الجريب فروت بتقليل مقاومة الأنسولين وتنظيم الشهية. وحتى شرب الماء البارد يلعب دورا إذ يدفع الجسم لاستهلاك سعرات إضافية لتدفئته ليصل إلى درجة حرارة الجسم الطبيعية.
لتحقيق أفضل النتائج ينبغي دمج هذه الأطعمة ضمن نظام حياة متكامل. فممارسة التمارين الرياضية بانتظام وخصوصاً تمارين القوة لبناء العضلات تعد حجر الزاوية في رفع معدل الأيض. كما أن الحصول على قسط كاف من النوم أمر ضروري لأن السهر يبطئ عملية الحرق ويزيد الشهية. ومن المهم أيضا توزيع الوجبات على مدار اليوم وتجنب الحميات القاسية التي تخفض السعرات بشكل حاد لأنها تؤدي إلى نتيجة عكسية على المدى الطويل.