
حذر الدكتور عمر عزام أستاذ الأمراض الجلدية بكلية طب قصر العيني من الاعتقاد السائد بأن واقي الشمس يوفر حماية كاملة للبشرة مؤكدا أن هذا الفهم المغلوط يعد من أبرز الأخطاء الشائعة في العناية بالبشرة. وأوضح أن فعالية هذه المستحضرات لا تتجاوز كونها عاملا مساعدا بنسبة قد لا تزيد عن 40 بالمئة من الحماية المطلوبة.
وأضاف عزام أن الوقاية الحقيقية من أضرار أشعة الشمس لا تكمن في الاعتماد الكلي على المستحضرات الواقية بل في اتخاذ تدابير عملية أكثر فعالية. وتشمل هذه الإجراءات ارتداء القبعات واسعة الحواف أو استخدام المظلات الشمسية والأهم من ذلك هو تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خصوصا في أوقات الذروة بين فترتي الظهر والعصر حيث تكون الأشعة عمودية وأكثر ضررا وهو ما تؤكده كافة المراجع العلمية الطبية.
وفي سياق متصل شدد عزام على أن الخطر الأكبر الذي يهدد صحة بشرة السيدات يكمن في غياب التشخيص الطبي السليم لنوع البشرة ومتطلباتها الخاصة. وأشار إلى أن اللجوء إلى شراء المنتجات المتداولة عبر الإنترنت أو منصات التسوق دون استشارة متخصص يعد مغامرة غير محسوبة لأن هذه المنتجات مصممة للاستهلاك العام ولا تلبي الاحتياجات الفريدة لكل نوع من أنواع البشرة سواء كانت دهنية أو جافة أو مختلطة.
وأكد أن التوجه العالمي في الطب حاليا يركز على مفهوم الطب الشخصي الذي يعترف بأن كل حالة مرضية فريدة من نوعها. فما يصلح لمريض قد لا يناسب آخر إطلاقا نظرا للاختلافات الجوهرية بين الأفراد من حيث الفئة العمرية ونوع المشكلة الجلدية ومدة استمرارها وما إذا كان الشخص يتناول أدوية أخرى قد تتفاعل مع العلاج الموصوف بالإضافة إلى عوامل أخرى كثيرة.
كما نبه عزام إلى ضرورة التفريق بين الروتين اليومي للعناية بالبشرة وبين العلاج الطبي للأمراض الجلدية. وأوضح أن الروتين اليومي بأكمله المكون من مستحضرات تجميلية شبه طبية يهدف إلى الحفاظ على نضارة وصحة الجلد السليم فقط ولا يمكن اعتباره بديلا عن الأدوية والعلاجات التي يصفها الطبيب لمعالجة مشكلة مرضية قائمة.