يعاني الكثيرون من مشكلة قشرة الرأس التي تعد من أكثر الحالات الجلدية انتشارًا خاصة مع تقلب الفصول وهي لا تقتصر على كونها مشكلة صحية بسيطة بل تمتد لتؤثر على الثقة بالنفس والمظهر العام حيث تتسبب في إحراج كبير عند ظهور الرقائق البيضاء الصغيرة على الشعر الداكن أو تساقطها على الملابس.
تتعدد العوامل التي تقف خلف ظهور القشرة فقد ترتبط بزيادة جفاف فروة الرأس أو على النقيض بفرط إنتاج الزيوت والدهون كما يلعب نمو فطر الملاسيزية الذي يتغذى على دهون الفروة دورًا رئيسيًا في تفاقم الحالة ولا يمكن إغفال تأثير عوامل أخرى مثل التغيرات المناخية والتوتر النفسي أو اتباع عادات خاطئة في العناية بالشعر.
يرى خبراء العناية بالشعر أن الوصفات الطبيعية تمثل خيارًا فعالًا وآمنًا لمعالجة هذه المشكلة والوقاية منها لا سيما عند المواظبة عليها بجانب الحفاظ على نظافة الشعر وفروة الرأس بشكل جيد وفيما يلي استعراض لأبرز هذه العلاجات المنزلية.
يأتي خل التفاح كأحد أقدم العلاجات الفعالة للقشرة بفضل طبيعته الحمضية التي تساهم في استعادة التوازن الحمضي الطبيعي لفروة الرأس مما يخلق بيئة غير مناسبة لنمو الفطريات والبكتيريا كما أنه ينظف الفروة من الزيوت وبقايا المنتجات المتراكمة ويمكن استخدامه عبر مزج كميات متساوية منه مع الماء ورش المحلول على الفروة وتركه لمدة ربع ساعة قبل شطفه.
يعتبر زيت جوز الهند حلًا مثاليًا بفضل غناه بالأحماض الدهنية التي ترطب فروة الرأس بعمق وتمنع جفافها الذي يعد سببًا رئيسيًا للقشرة بالإضافة إلى خصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات وللاستفادة منه يتم تدفئة كمية بسيطة وتدليكها على الفروة بلطف وتركها نصف ساعة ثم غسل الشعر بشامبو لطيف مرتين أسبوعيًا.
يتميز زيت شجرة الشاي بكونه من أقوى مضادات الفطريات الطبيعية حيث أثبتت الدراسات قدرته على الحد من نمو الفطر المرتبط بالقشرة كما أنه يهدئ الحكة وينقي الفروة ويجب استخدامه مخففًا بإضافة بضع قطرات منه إلى زيت ناقل مثل زيت الزيتون وتدليك المزيج على الفروة وتركه لمدة عشرين دقيقة قبل غسله.
يحتوي جل الصبار أو الألوفيرا على خصائص مضادة للالتهابات والفطريات ويساعد على تهدئة فروة الرأس المتهيجة وترطيبها مما يقلل الحكة ويسرع الشفاء ويمكن وضع الجل الطازج المستخرج من أوراق النبات مباشرة على الفروة لمدة ثلاثين دقيقة ثم غسله بالماء الفاتر.
تعد الحلبة مكونًا غنيًا بالبروتينات والنياسين وهما عنصران يعززان صحة الفروة ويقللان من القشرة ويتم تحضيرها بنقع ملعقتين من بذورها في الماء ليلة كاملة ثم طحنها لتصبح عجينة ناعمة توضع على الفروة لنصف ساعة قبل غسلها.
يساعد عصير الليمون بخصائصه الحمضية على موازنة درجة حموضة الفروة وتقليل نمو الفطريات المسببة للقشرة ويستخدم بتدليك عصير نصف ليمونة على الفروة وتركه لمدة عشر دقائق فقط لتجنب جفاف الشعر ثم شطفه جيدًا.
يمكن الاستفادة من مزيج الزبادي والعسل حيث يحتوي الزبادي على بكتيريا نافعة تعيد التوازن لفروة الرأس بينما يعمل العسل كمضاد طبيعي للبكتيريا والفطريات ويتم تحضير القناع بمزج نصف كوب من الزبادي مع ملعقة عسل ووضعه على الفروة لمدة عشرين دقيقة.
يقدم زيت الزيتون الدافئ ترطيبًا فعالًا لفروة الرأس الجافة مما يقلل من القشرة الناتجة عن الجفاف ويمكن استخدامه بتسخين كمية قليلة منه وتدليكها على الفروة ثم تغطية الشعر بمنشفة دافئة لمدة ساعة كاملة قبل غسله.
لا تقتصر العناية على العلاج فقط بل تشمل الوقاية من خلال غسل الشعر بانتظام بشامبو لطيف لتجنب تراكم الزيوت والأوساخ وتجنب الإفراط في استخدام منتجات التصفيف التي تزيد من تراكم الدهون مع ضرورة اتباع نظام غذائي صحي غني بالزنك وفيتامين B وأحماض أوميغا 3 وشرب كميات وافرة من الماء وتقليل التوتر.
في الحالات التي تستمر فيها القشرة بشكل مزمن أو يصاحبها أعراض شديدة مثل الالتهابات الحادة أو تساقط الشعر يصبح من الضروري استشارة طبيب الجلدية لتشخيص الحالة بدقة وتحديد العلاج المناسب.
