
ظهر اختبار منزلي بسيط يمكن لأي شخص إجراؤه في غضون خمس ثوان فقط لتقييم صحة القلب وكشف مؤشرات أولية محتملة للإصابة بقصور القلب وهو مرض مزمن خطير تتطور أعراضه بصمت ودون أن يلاحظها الكثيرون في مراحلها الأولى مما يجعل هذا الفحص السريع أداة وقائية هامة.
تتطلب طريقة إجراء الاختبار الجلوس على كرسي بظهر مستقيم مع وضع القدمين على الأرض ثم شبك الذراعين فوق الصدر والمحاولة بعد ذلك للوقوف والجلوس مجددا لخمس مرات متتالية خلال فترة لا تتجاوز الخمس ثوان.
يكمن الارتباط بين هذه الحركة وصحة القلب في أن عضلات الساق تحتاج إلى إمداد دموي غني بالأكسجين لتعمل بكفاءة وعندما تضعف قدرة القلب على ضخ الدم يظهر التعب بشكل سريع حتى مع مجهود بدني بسيط كهذا ويعتبر العجز عن إتمام المهمة في الوقت المحدد إشارة محتملة لوجود مشكلة في الدورة الدموية أو ضعف في قوة العضلات.
يختلف قصور القلب عن النوبة القلبية المفاجئة إذ تكمن خطورته في تطوره البطيء والتدريجي وغالبا ما يتم تجاهل علاماته المبكرة التي تشمل ضيق التنفس والإرهاق المستمر وتورم الساقين وصعوبة القيام بالأنشطة البدنية المعتادة وهذا ما يجعل اكتشافه في مراحله الأولى تحديا كبيرا.
هذا التقييم المنزلي يشبه إلى حد كبير اختبارا سريريا معروفا يستخدم لتقييم القوة البدنية والتحمل وقد أظهرت دراسات حديثة أن نتائج هذا الاختبار تتطابق بشكل كبير مع تقييمات القلب والحركة الأخرى ما يؤكد قيمته كأداة لمراقبة حالة المرضى خصوصا أثناء برامج إعادة التأهيل القلبي.
تكمن أهمية هذا الاختبار في بساطته وإتاحته للجميع دون الحاجة لمعدات طبية ويوصى به بشكل خاص للأشخاص الأكثر عرضة لأمراض القلب مثل المصابين بارتفاع ضغط الدم أو داء السكري أو من يعانون من السمنة ومن لديهم تاريخ عائلي مرضي حيث يمكن أن يكون فشلهم في اجتياز الاختبار بمثابة إنذار مبكر يستدعي التدخل الطبي.
من الضروري التأكيد على أن الإخفاق في إتمام الاختبار لا يعد تشخيصا قاطعا لوجود قصور في القلب فقد تكون هناك أسباب أخرى مرتبطة بالتقدم في العمر أو آلام المفاصل أو حتى ضعف اللياقة البدنية العام ومع ذلك لا يجب إهمال هذه الإشارة بل ينبغي اعتبارها دافعا قويا لاستشارة الطبيب لإجراء فحوصات دقيقة مثل تخطيط صدى القلب أو تخطيط كهربية القلب أو تحاليل الدم للتأكد من سلامة الحالة الصحية واستبعاد أي مخاطر.