
مع انطلاق العام الدراسي الجديد تجد الطالبات المحجبات أنفسهن أمام تحدي الموازنة بين متطلبات الدراسة والأنشطة اليومية وبين الاهتمام بصحتهن الشخصية وعلى رأسها العناية بالشعر الذي قد يتعرض للإهمال وسط زحمة الالتزامات ورغم أن الحجاب يحمي الشعر من العوامل البيئية الضارة كالأتربة وأشعة الشمس إلا أن ارتداءه لساعات طويلة يتطلب اتباع روتين عناية خاص للحفاظ على حيويته ولمعانه.
أكد خبراء التجميل أن الحفاظ على شعر صحي تحت الحجاب لا يتطلب جهدا كبيرا بل يعتمد على تبني عادات يومية بسيطة وفعالة وتأتي التغذية السليمة وشرب كميات وافرة من الماء في مقدمة هذه العادات فصحة الشعر تبدأ من الداخل ويعتبر تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والبروتينات مثل الخضروات الورقية والأسماك والبيض والمكسرات أساسيا لتقوية البصيلات ومنح الشعر مظهرا لامعا وصحيا كما يلعب الماء دورا حيويا في ترطيب الجسم وفروة الرأس.
من أهم الخطوات العملية التي يجب الالتزام بها هي تهوية الشعر فور العودة إلى المنزل فبعد يوم دراسي طويل يحتاج الشعر وفروة الرأس إلى التنفس للتخلص من الرطوبة المتراكمة ومنع تكون البكتيريا لذلك ينصح بترك الشعر منسدلا لبعض الوقت ليتعرض للهواء الطبيعي.
يعد تجفيف الشعر بالكامل قبل ارتداء الحجاب خطوة أساسية لا يمكن إغفالها فوضع الحجاب على شعر مبلل يخلق بيئة رطبة تضعف بصيلات الشعر وتزيد من فرص تكون القشرة والفطريات فضلا عن التسبب برائحة غير مستحبة ويفضل تجفيف الشعر طبيعيا أو باستخدام مجفف على درجة حرارة منخفضة لضمان عدم حبس الرطوبة.
كما أن طريقة ربط الشعر أسفل الحجاب لها تأثير مباشر على صحته فالكثير من الفتيات يملن إلى شد الشعر بقوة للحصول على مظهر مرتب لكن هذا الشد المستمر يجهد البصيلات وقد يؤدي إلى ظهور فراغات في مقدمة الرأس مع مرور الوقت لذا يفضل ربط الشعر برفق باستخدام ربطات قماشية ناعمة وتغيير مكان الربطة باستمرار لتوزيع الضغط بالتساوي.
يلعب نوع قماش الحجاب دورا محوريا في الحفاظ على الشعر فالأقمشة المصنعة من مواد صناعية كالبوليستر تزيد من احتكاك الشعر وتؤدي إلى تقصفه وتكسره بينما تعتبر الأقمشة الطبيعية مثل القطن والحرير خيارا أفضل كونها لطيفة على فروة الرأس وتسمح بتهوية أفضل ويمكن استخدام بطانة قطنية خفيفة تحت الحجاب لتقليل الاحتكاك المباشر.
يجب الاهتمام بغسل الشعر بانتظام مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا للتخلص من الدهون والأوساخ المتراكمة نتيجة التعرق والاحتكاك مع غطاء الرأس وينصح باستخدام شامبو لطيف يخلو من المواد الكيميائية القاسية كالبارابين والكبريتات أما الشعر الجاف فيمكن تقليل عدد مرات غسله مع التركيز على ترطيبه بشكل مكثف.
يمثل الترطيب المنتظم عنصرا أساسيا في روتين العناية حيث قد يؤدي نقص التهوية تحت الحجاب إلى جفاف الشعر ويمكن تعويض ذلك باستخدام الزيوت الطبيعية كزيت جوز الهند أو اللوز أو الأرجان عبر عمل مساج لفروة الرأس مرة أسبوعيا لتحفيز الدورة الدموية كما يساعد استخدام كريمات الترطيب الخفيفة في الحفاظ على نعومة الشعر.
يمكن دعم صحة الشعر من خلال تطبيق أقنعة طبيعية منزلية بشكل دوري مثل قناع الزبادي مع العسل لترطيب الشعر أو قناع الأفوكادو وزيت الزيتون لتغذية الخصلات الجافة وكذلك قناع الحناء لتقوية الجذور والحد من التساقط ويمكن تخصيص وقت قصير في نهاية الأسبوع لهذه العلاجات المنزلية.
يجب التعامل مع الشعر بلطف عند تمشيطه ويفضل استخدام مشط خشبي ذي أسنان واسعة لتجنب تكسره يساعد التمشيط اليومي قبل ارتداء الحجاب وبعد خلعه على توزيع الزيوت الطبيعية من الجذور إلى الأطراف مما يعزز صحة الشعر.
ينبغي تجنب الاستخدام المفرط لأدوات التصفيف الحرارية التي تسبب جفاف الشعر وتقصفه وإذا كان لا بد من استخدامها فيجب أن يكون ذلك على درجة حرارة منخفضة مع تطبيق منتج واق من الحرارة مسبقا.
تظل المتابعة الدورية لحالة الشعر أمرا ضروريا ففي حال ملاحظة أي مشاكل مستمرة مثل التساقط الشديد أو الحكة أو القشرة المزمنة من الأفضل استشارة طبيب متخصص لتشخيص الحالة والحصول على العلاج المناسب.