في خطوة جديدة تعكس الطموح الصيني الهائل في مجال التكنولوجيا كشفت شركة متخصصة عن روبوت بشري أطلق عليه اسم شيوان يتمتع بقدرة مذهلة على محاكاة التعابير البشرية بدقة فائقة أثارت الدهشة والانبهار والقلق في آن واحد ويجري تطوير هذا الابتكار في مدينة هانجتشو الصينية ليصبح رمزا للقفزة النوعية في عالم الروبوتات.
ولا يأتي هذا التطور من فراغ بل يندرج ضمن التوجه الاستراتيجي للصين لترسيخ مكانتها كقوة عالمية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وتدعم هذا التوجه توقعات اقتصادية تشير إلى أن قيمة هذه الصناعة في الصين قد تصل إلى 1.4 تريليون دولار بحلول عام 2030 وهو ما يغذي السباق العالمي المحموم نحو قيادة تكنولوجيا المستقبل.
يتميز الروبوت شيوان بوجه تفاعلي متطور للغاية فبينما يمتلك جسدا كاملا ذا حضور ساكن فإن وجهه قادر على إظهار نوايا وتعابير معقدة فهو يرمش ويقطب حاجبيه ويلتفت بنظرات فضولية بحركات طبيعية جدا تكاد تكون بشرية بشكل مقلق وقد زود وجهه بنظام يمكنه من إظهار إيماءات دقيقة وحركات عيون منسقة وثراء في التعابير الدقيقة.
وأوضح يوهانج هو مؤسس الشركة المطورة أن الهدف البعيد هو الوصول إلى مرحلة نشعر فيها بأن الروبوتات تكاد تكون بشرية بالكامل وأضاف أنه خلال عقد من الزمان قد نتفاعل مع هذه الآلات كأنها أشخاص حقيقيون وبعد عشرين عاما قد نراها تسير بيننا وتؤدي المهام اليومية بكفاءة إنسان.
أشاد الخبراء في المجال التقني بالدقة الهندسية الفائقة للتصميم إلا أن هذا التقدم أثار في الوقت ذاته شعورا بالانزعاج لدى الكثيرين الذين وجدوا المشهد مقلقا ومزعجا محذرين من التأثير النفسي لرؤية آلة تتصرف بملامح تقترب كثيرا من البشر.
ويؤكد مطورو المشروع أن الهدف من هذه الحركات ليس مجرد إبهار الجمهور بل هو محاكاة الاستجابات البشرية عن طريق مسح الروبوت للمكان المحيط به والتفاعل معه بناء على ما يرصده مما يفتح الباب أمام تطبيقات مستقبلية أوسع.
