
يحذر خبراء الصحة من المخاطر الجسيمة التي تشكلها العدوى الشائعة على الأفراد الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية حيث يمكن لمرض مؤقت مثل الإنفلونزا أو الالتهاب الرئوي أن يتطور سريعاً ليصبح أزمة صحية حادة لهؤلاء المرضى مما يضع ضغطاً هائلاً على قلوبهم المنهكة بالفعل.
عندما يواجه الجسم عدوى بكتيرية أو فيروسية فإنه يطلق استجابة التهابية كآلية دفاع طبيعية إلا أن هذه الاستجابة ذاتها قد تسبب توتراً كبيراً داخل الجهاز القلبي الوعائي لدى مرضى القلب وقد أظهرت دراسات حديثة وجود صلة مباشرة بين بعض أنواع العدوى مثل فيروس الهربس النطاقي الذي يسبب القوباء المنطقية وزيادة احتمالية التعرض لنوبات قلبية وسكتات دماغية وهذا يوضح أن تأثير العدوى لا يقتصر على الجهاز المستهدف مباشرة بل يمتد ليؤثر سلباً على صحة القلب.
إن أحد الأسباب الرئيسية لهذه الخطورة يكمن في أن مرضى القلب غالباً ما يمتلكون جهازاً مناعياً أضعف من الأصحاء مما يجعل أجسامهم بيئة خصبة لنمو الميكروبات وتكاثرها فاستجابتهم المناعية تكون أبطأ وأقل فاعلية في محاربة مسببات الأمراض وهذا يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى من الأساس ويطيل من أمد المرض وشدته.
يترتب على هذه الحالة من الضعف المناسي أن مريض القلب الذي يصاب بالعدوى يحتاج إلى طاقة وأكسجين إضافيين لمكافحة المرض وهو ما يفرض حملاً إضافياً على القلب الذي قد يكون غير قادر على تلبية هذا الطلب المتزايد والنتيجة غالباً ما تكون الحاجة إلى الدخول للمستشفى وتلقي الرعاية الطارئة فالتعافي يصبح عملية بطيئة ومعقدة وقد يترك المرض آثاراً دائمة تؤدي إلى تفاقم حالة قصور القلب أو تكرار الأزمات الصحية.
لذلك يصبح تبني منظومة وقائية شاملة أمراً لا غنى عنه لحماية هؤلاء المرضى وتتجاوز هذه المنظومة مجرد الالتزام بالعلاج الدوئي لتشمل إجراءات حيوية مثل الحصول على التطعيمات الوقائية الضرورية ضد الإنفلونزا الموسمية والالتهاب الرئوي بناءً على توصية الطبيب المختص مع الالتزام بنمط حياة صحي يدعم المناعة ويشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المعتدل والراحة الكافية.
كما أن المتابعة الطبية الدورية لفحص وظائف القلب ومراقبة أي تغيرات تطرأ على الحالة الصحية تعد ركناً أساسياً في هذه المنظومة الوقائية وينصح بالتوجه الفوري للطبيب عند ظهور أي أعراض للعدوى مهما كانت بسيطة مثل السعال أو الحمى للبدء في العلاج مبكراً وتجنب المضاعفات المحتملة ويجب أيضاً الحرص على تطبيق الإجراءات الوقائية اليومية مثل غسل اليدين بانتظام وتجنب الأماكن المزدحمة والاختلاط بالأشخاص المصابين.