
عقد مجلس الوزراء السعودي جلسة هامة في الرياض برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الوزراء تم خلالها استعراض مجموعة من القضايا الوطنية والدولية حيث رحبت المملكة بخطة الإدارة الأمريكية الشاملة لإنهاء الصراع في غزة مؤكدة استعدادها للتعاون من أجل تحقيق السلام العادل.
وأعرب المجلس عن ترحيب المملكة العربية السعودية بالإعلان الصادر عن الإدارة الأمريكية بشأن خطة الرئيس دونالد ترمب المتكاملة لإنهاء الحرب في قطاع غزة والتي تشمل إعادة إعماره وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إليه دون أي عوائق بالإضافة إلى تأكيد فخامته عدم السماح بضم الضفة الغربية لإسرائيل وأكد المجلس على استعداد المملكة للعمل المشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية للوصول إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع وضمان إيصال المساعدات الإنسانية الكافية وهو ما يصب في صالح تعزيز جهود السلام العادل والشامل القائم على أساس حل الدولتين بما يكفل قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتناول المجلس أيضا النجاح الذي حققته المساعي السعودية المكثفة في زيادة أعداد الدول التي تعترف بدولة فلسطين وتنامي الإرادة الدولية لدعم حق الشعب الفلسطيني الشقيق في تقرير مصيره.
وعلى صعيد العلاقات الدولية اطلع المجلس على مجمل الأنشطة التي قامت بها الدولة خلال الأيام الماضية والرامية إلى تعزيز الروابط مع مختلف دول العالم وأشاد في هذا الإطار بنتائج الزيارة التي قام بها دولة رئيس الوزراء في جمهورية باكستان الإسلامية محمد شهباز شريف إلى المملكة وما تمخضت عنه من توقيع اتفاقية الدفاع الإستراتيجي المشترك التي تستهدف تطوير أوجه التعاون الدفاعي بين البلدين الشقيقين وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم.
وفي مستهل الجلسة وجه ولي العهد شكره وتقديره لقادة الدول الشقيقة والصديقة على ما عبروا عنه من مشاعر صادقة تجاه المملكة بمناسبة يومها الوطني الخامس والتسعين وحمد الله وشكره على ما أنعم به على هذه البلاد من استقرار ورخاء وتنمية وما شهدته من إنجازات فريدة في مسيرة تقدمها وازدهارها.
وأفاد وزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري في تصريح عقب الجلسة أن المجلس نوه بالمشاركة الفاعلة لوفد المملكة العربية السعودية في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماعات الدولية التي عقدت على هامشها وهو ما يجسد مكانة المملكة على الساحة العالمية ودورها المحوري في السياسة الدولية وجهودها الرائدة لدعم السلم والعدل وتفعيل مبدأ الحوار والحلول السلمية على كافة المستويات.
وثمن مجلس الوزراء انتخاب المملكة العربية السعودية عضوا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأمر الذي يؤكد ثقة المجتمع الدولي بدورها البناء والفاعل وسعيها الدائم لتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال بما يخدم التنمية والسلام العالميين كما اعتبر المجلس انتخاب المملكة عضوا في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي إيكاو بحصولها على 175 صوتا من أصل 184 تقديرا رفيعا من الدول الأعضاء لدورها الريادي ومبادراتها وإسهاماتها في قطاع الطيران المدني.
وفي الشأن البيئي أكد المجلس أن انضمام محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية إلى برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو يعكس التزام المملكة الراسخ بحماية بيئاتها الطبيعية وجهودها المتواصلة في صون التنوع الأحيائي وتحقيق التنمية المستدامة.
وعلى المستوى المحلي أشاد مجلس الوزراء بمخرجات النسخة الثانية من المنتدى العالمي للبنية التحتية الذي استضافته الرياض وشهد مشاركة دولية واسعة النطاق بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تهدف إلى بناء مستقبل مستدام في هذا القطاع الحيوي بما يساهم في تعزيز جودة الحياة وتحسين المشهد الحضري.
واستعرض المجلس أيضا التطور في خدمات قطاع المياه بجميع مناطق المملكة ومن ذلك تدشين ووضع حجر الأساس لمئة واثنين وعشرين مشروعا للبيئة والمياه والزراعة في المنطقة الشرقية بتكلفة إجمالية تجاوزت 28.8 مليار ريال بهدف تحقيق الاستدامة البيئية والمائية وتعزيز منظومات الإنتاج والتخزين والتوزيع والمعالجة وتحسين جودة المياه.
وقد اطلع مجلس الوزراء على الموضوعات المدرجة على جدول أعماله واتخذ بشأنها عددا من القرارات حيث تم تفويض وزير البيئة والمياه والزراعة بالتباحث مع الجانب الصومالي حول مشروع مذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة والتوقيع عليه كما فوض المجلس وزير الاستثمار بالتوقيع على مشروع اتفاقية مع المملكة المغربية تتعلق بالتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات.
وشملت القرارات أيضا تفويض وزير التعليم بالتباحث مع الجانب الكوري بشأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في التعليم الصحي والتدريب والبحث وتفويض رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بالتباحث مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو حول مشروع اتفاقية تعاون بينهما.
كما وافق المجلس على انضمام صندوق التنمية السياحي كعضو منتسب إلى منظمة السياحة العالمية ووافق على قيام وزير المالية بإصدار الترخيص اللازم لبنك آيزي بنك.
وأقر المجلس كذلك مجموعة من الترقيات والتعيينات بالمرتبتين الخامسة عشرة والرابعة عشرة حيث تمت ترقية سعد بن سالم بن سعد العميري الشهري إلى وظيفة مستشار أول أعمال بالمديرية العامة للدفاع المدني وتعيين طرجم بن سلامة بن سعيدان على وظيفة أمير الفوج الخامس عشر بوزارة الحرس الوطني وتعيين سعيد بن مسعود بن محمد الحارثي على وظيفة وكيل إمارة منطقة بإمارة منطقة نجران.
وشملت القرارات ترقية رضا بن هايل بن فايز العليمي الرويلي إلى وظيفة مدير مكتب بإمارة منطقة الجوف وترقية فهد بن محمد بن ناصر بن ضاوي إلى وظيفة مدير فرع بوزارة البيئة والمياه والزراعة وترقية عمر بن حسن بن عمر صباغ إلى وظيفة مدير مكتب بوزارة الإعلام وتعيين ملهي بن حسن بن محمد عُقدي على وظيفة مدير عام بوزارة التعليم.
كما اطلع المجلس على تقارير سنوية لعدد من الهيئات والمراكز الحكومية من بينها هيئة تنظيم الكهرباء وهيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية وهيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة والمركز السعودي لكفاءة الطاقة ومركز الاعتماد السعودي ومركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة والمركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة واتخذ ما يلزم حيالها.