
أوضح الدكتور أحمد مصطفى استشاري التغذية العلاجية أن المشروبات الغازية والعصائر المعلبة تمثل أحد الأسباب الرئيسية وراء تفشي السمنة التي تعد من أخطر أمراض العصر وتصيب مختلف الفئات العمرية من الكبار والصغار كما أنها تمهد الطريق للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة الخطيرة.
وفي سياق متصل تدرس وزارة الصحة مقترحا يهدف إلى فرض ضرائب محددة على المشروبات الغازية والعصائر المحلاة في محاولة للحد من استهلاكها وتقليل معدلات انتشار مرض السمنة بين المواطنين حيث يعتبر الإهمال في علاج زيادة الوزن سببا مباشرا لأمراض القلب والضغط والسكري.
وتكمن خطورة هذه المشروبات في كونها متوفرة بكثرة وتقدم كخيار سريع ومنعش خاصة للأطفال والشباب مما يساهم في زيادة الوزن والسمنة المفرطة بشكل تدريجي وغير ملحوظ حيث يحتوي كوب واحد منها على ما يتراوح بين 150 إلى 250 سعرة حرارية وعند استهلاك أكثر من عبوة يوميا يتراكم فائض كبير من السعرات الحرارية في الجسم.
ويكمن التحدي في أن السعرات الحرارية السائلة لا تمنح الإنسان الشعور بالشبع الذي يوفره الطعام الصلب مما يدفعه إلى تناول وجباته بالكامل إلى جانب هذه المشروبات وهو ما يضاعف من السعرات المتناولة يوميا ويحفز الإفراط في تناول السكر الجسم على تخزين الدهون خصوصا في منطقة البطن.
وتحتوي هذه المنتجات على مكونات تضر بالصحة على المدى الطويل فهي غنية بكميات هائلة من السكريات الصناعية سريعة الامتصاص مثل الفركتوز وشراب الذرة عالي الفركتوز وتعرف سعراتها الحرارية بالفارغة لأنها تمنح الجسم طاقة لحظية دون أي قيمة غذائية حقيقية من فيتامينات أو معادن أو ألياف كما أن الألوان والنكهات الصناعية المستخدمة فيها قد تؤثر سلبا على وظائف الكبد والكلى مع الاستهلاك المفرط.
ويترتب على السمنة الناتجة عن استهلاك هذه المشروبات مخاطر صحية جسيمة تشمل ارتفاع احتمالية الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني نتيجة للارتفاع المستمر في مستويات سكر الدم والإصابة بأمراض القلب والشرايين بسبب زيادة نسبة الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار بالإضافة إلى تراكم الدهون على الكبد ومشكلات الأسنان كالتسوس وتآكل طبقة المينا بفعل الأحماض والسكريات.
وللوقاية من السمنة المفرطة وآثارها السلبية ينصح بالتقليل التدريجي من استهلاك المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة وجعل الماء الخيار الأساسي لترطيب الجسم مع تحضير العصائر الطبيعية في المنزل دون إضافة سكر والاعتماد على تناول الفواكه الطازجة للحصول على الألياف والعناصر الغذائية المفيدة إلى جانب ممارسة النشاط البدني بانتظام لحرق السعرات الزائدة.