
يمثل مرض اليد والقدم والفم عدوى فيروسية شائعة تتطلب وعياً وإجراءات وقائية صارمة للحد من تفشيها خاصة بين الأطفال الصغار في التجمعات مثل المدارس ودور الحضانة حيث يعتبر خط الدفاع الأول هو الوقاية نظراً لسرعة انتشار هذا المرض الذي يصيب الأطفال بشكل خاص.
ينتقل الفيروس المسبب للمرض بسهولة بالغة بين الأفراد مما يجعله شديد العدوى وينتج غالباً عن فيروس كوكساكي A16 أو فيروس إنترو 71 وتتعدد طرق انتقاله لتشمل الاتصال المباشر بإفرازات الشخص المصاب كاللعاب أو المخاط أو من خلال ملامسة السائل الموجود داخل البثور الجلدية كما أن التعرض للبراز الملوث يعد سبباً رئيسياً للعدوى خاصة في أماكن رعاية الأطفال بالإضافة إلى إمكانية انتقاله عبر الرذاذ المتطاير في الهواء عند السعال أو العطس.
تظهر أعراض المرض عادة بعد فترة حضانة للفيروس تتراوح بين ثلاثة وستة أيام حيث تبدأ بعلامات عامة تشمل ارتفاعاً طفيفاً في درجة حرارة الجسم وشعوراً بالإرهاق وفقداناً للشهية ثم تتطور الأعراض لتشمل آلاماً في الحلق وصعوبة في البلع يليها ظهور تقرحات مؤلمة داخل الفم على اللسان واللثة وسقف الحلق كما يظهر طفح جلدي مميز على شكل بثور صغيرة على راحتي اليدين وأخمص القدمين وقد يمتد أحياناً ليشمل الركبتين أو منطقة الأرداف.
لا يوجد علاج محدد يستهدف الفيروس المسبب لمرض اليد والقدم والفم حيث يعتمد النهج الطبي على تخفيف الأعراض ودعم الجهاز المناعي للمريض حتى يتعافى تماماً وتشمل الإجراءات العلاجية استخدام خافضات الحرارة ومسكنات الألم مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين مع التركيز على إبقاء الطفل رطباً من خلال تقديم كميات كافية من السوائل الباردة وينصح بتقديم الأطعمة اللينة والباردة لتجنب تهييج تقرحات الفم كما يمكن استخدام محلول ملحي خفيف للمضمضة لتطهير الفم وتخفيف الألم.
يتم تشخيص المرض في العادة عبر الفحص السريري الذي يجريه الطبيب حيث يعتمد على ملاحظة الأعراض والعلامات المميزة للمرض مثل طبيعة الطفح الجلدي وموقع التقرحات الفموية ونادراً ما تكون هناك حاجة لإجراء فحوصات مخبرية إلا في الحالات الشديدة أو عند الاشتباه بحدوث مضاعفات غير اعتيادية.
على الرغم من أن معظم حالات الإصابة تكون بسيطة وتشفى من تلقاء نفسها خلال أسبوع إلى عشرة أيام إلا أنه في بعض الأحيان قد تحدث مضاعفات أبرزها الجفاف الناتج عن رفض الطفل تناول السوائل أو الطعام بسبب الألم الشديد في الفم وقد تحدث التهابات جلدية ثانوية إذا قام الطفل بخدش البثور وفي حالات نادرة جداً قد يسبب فيروس إنترو 71 تحديداً مضاعفات عصبية خطيرة مثل التهاب السحايا الفيروسي أو التهاب الدماغ.
تعتبر الإجراءات الوقائية هي الطريقة الأكثر فعالية لمواجهة انتشار المرض وتتضمن مجموعة من الممارسات الصحية اليومية أهمها غسل اليدين جيداً وبشكل متكرر بالماء والصابون خصوصاً بعد استخدام المرحاض أو تغيير الحفاضات وقبل تحضير الطعام وتناوله ويجب الحرص على تنظيف وتطهير الأسطح والألعاب التي يلمسها الأطفال بشكل مستمر لأن الفيروس يستطيع البقاء نشطاً عليها لفترة من الوقت.
ينصح الخبراء أيضاً بتجنب مشاركة الأدوات الشخصية بين الأطفال كالأكواب وأدوات الطعام والمناشف وتعليمهم آداب السعال والعطس بتغطية الفم والأنف بالمنديل أو بثني المرفق وفي حال إصابة طفل يجب عزله عن بقية الأطفال خلال فترة العدوى التي تستمر حوالي أسبوع لمنع نقل الفيروس إلى زملائه ويجب على الأهل مراقبة حرارة الطفل وتشجيعه على شرب السوائل ومراجعة الطبيب عند ظهور علامات مقلقة مثل التقيؤ المستمر أو الجفاف الشديد.