
سجلت السلطات الصحية بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم في محافظة الجيزة ظهور إصابات مؤكدة بمرض اليد والقدم والفم الفيروسي بين عدد من الطلاب داخل إحدى المدارس بمنطقة المريوطية حيث تم تسجيل أربع حالات ظهرت عليها الأعراض الأولية للمرض المتمثلة في حبوب باليدين ما استدعى تحرك إدارة المدرسة الفوري لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
ينتشر مرض اليد والقدم والفم الذي يعرف اختصارا بـ HFMD بشكل واسع بين الأطفال وهو عبارة عن عدوى فيروسية تنتقل بسهولة وتتسبب في مجموعة من الأعراض التي تبدأ عادة بحمى مفاجئة وشعور بالإعياء العام وفقدان للشهية ثم يتطور الأمر لظهور تقرحات مؤلمة في الفم والتهاب بالحلق وطفح جلدي مميز على اليدين والقدمين قد يكون مصحوبا ببثور أحيانا وفي بعض الحالات قد لا تظهر أي أعراض واضحة على المصاب ما يزيد من خطر نقله للعدوى دون قصد.
على الرغم من أن غالبية حالات الإصابة بهذا المرض تكون بسيطة وتشفى من تلقاء نفسها خلال فترة لا تتجاوز عشرة أيام إلا أن الخطر يكمن في بعض السلالات الفيروسية المسببة له وعلى رأسها الفيروس المعوي 71 المعروف بـ EV71 الذي قد يؤدي إلى مضاعفات عصبية شديدة تشمل التهاب الدماغ أو التهاب السحايا وقد تصل في حالات نادرة إلى شلل يشبه شلل الأطفال أو حتى الوفاة مما يستدعي مراقبة طبية دقيقة للحالات المصابة بهذه السلالة.
تنتقل العدوى بسهولة شديدة بين الأطفال عن طريق الاتصال المباشر بإفرازات الشخص المصاب مثل اللعاب أو المخاط أو من خلال ملامسة الأسطح والأدوات الملوثة بالفيروس ويكون الطفل في الأسبوع الأول من مرضه الأكثر قدرة على نشر الفيروس كما يمكن للفيروسات المسببة للمرض أن تظل نشطة في براز المصاب لأسابيع عدة حتى بعد تعافيه التام وهو ما يجعل السيطرة على تفشي المرض أمرا صعبا ويتطلب وعيا عاليا بإجراءات النظافة.
تشهد فترات معينة من العام زيادة في نشاط الفيروسات المسببة للمرض مثل فيروس كوكساكي والفيروس المعوي 71 حيث تصل إلى ذروتها بين شهري مايو ويوليو وقد تعاود الظهور بقوة مرة أخرى في الفترة الممتدة من أكتوبر إلى ديسمبر مما يستوجب زيادة الحذر خلال هذه المواسم.
لا يوجد علاج دوائي محدد للقضاء على الفيروس المسبب لمرض اليد والقدم والفم وترتكز الإجراءات الطبية على تخفيف حدة الأعراض الظاهرة على المريض من خلال توفير الراحة له والإكثار من شرب السوائل واستخدام أدوية خافضة للحرارة مناسبة للأطفال وينصح الأطباء بضرورة عزل الطفل المصاب في المنزل ومنعه من الذهاب إلى المدرسة أو الحضانة حتى تجف جميع البثور والحويصلات بشكل كامل.
تعتبر النظافة الشخصية والبيئية حجر الزاوية للوقاية من انتشار المرض ويشدد الخبراء على ضرورة غسل اليدين جيدا بالماء والصابون لمدة عشرين ثانية على الأقل خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تناول الطعام ويُنصح بعدم الاعتماد الكلي على معقمات الكحول لأنها لا تقضي بشكل كامل على الفيروسات المعوية المسببة لهذا المرض كما تشمل الإجراءات الوقائية تجنب مشاركة الأدوات الشخصية والطعام والمناشف مع الآخرين وتنظيف وتطهير الألعاب والأسطح التي يكثر لمسها بانتظام.
يوصي الأطباء أولياء الأمور بمراقبة الحالة الصحية لأطفالهم عن كثب خلال فترات انتشار المرض والتوجه فورا لطلب الرعاية الطبية في حال استمرت الحمى لفترة طويلة أو عند ملاحظة أي علامات تدل على اضطراب في وعي الطفل أو تدهور في حالته العامة لتجنب أي مضاعفات خطيرة محتملة.