
أصبحت ظاهرة البلوغ المبكر لدى الفتيات ونموهن الجسدي السريع في أعمار صغيرة تبدأ من الثامنة والتاسعة أمرا شائعا يثير انتباه الأوساط الطبية والمجتمعية حيث يختلف هذا النمط بشكل جذري عن الأجيال السابقة التي كانت تصل إلى هذه المرحلة في سن المراهقة بعد المرحلة الإعدادية.
وتشير خبيرة في التغذية العلاجية إلى أن هذا التحول الملحوظ لا يحدث من فراغ بل تقف خلفه مجموعة من العوامل المرتبطة بنمط الحياة الحديث والعادات الغذائية السائدة فبينما تسعد بعض الأمهات برؤية بناتهن الصغيرات بأجسام أنثوية مكتملة يغفلن عن المخاطر المحتملة المرتبطة بهذا النضج الجسدي المتسارع.
ويأتي على رأس قائمة الأسباب المحتملة الأنظمة الغذائية غير الصحية حيث إن الإفراط في استهلاك الوجبات السريعة والأطعمة المقلية الغنية بالدهون يؤدي إلى زيادة الوزن وتراكم الدهون في مناطق معينة من الجسم مثل البطن والأرداف وهو ما يعد من أسوأ أنواع السمنة التي تؤثر سلبا على هرمونات الفتيات وتدفع بهن نحو البلوغ المبكر.
كما يلعب تراجع النشاط البدني دورا محوريا في هذه الظاهرة فقلة الحركة وإهمال ممارسة الرياضة لا يسببان زيادة الوزن فحسب بل يرفعان أيضا مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم مما يساهم بشكل مباشر في تعجيل عملية البلوغ لدى الفتيات الصغيرات.
وتضيف الخبيرة أن استهلاك اللحوم والدواجن التي قد يتم حقنها بهرمونات لزيادة سرعة نموها يمثل سببا رئيسيا آخر فعندما يتناول الأطفال هذه المنتجات ترتفع لديهم مستويات هرمون الأستروجين مما يعجل بالنضج الجسدي لدى الفتيات وقد يسبب مشكلات أخرى مثل ظاهرة التثدي لدى الشباب.
إضافة إلى ذلك فإن الأطعمة المصنعة من الدقيق الأبيض مثل البيتزا والمكرونة والكريب تسبب ارتفاعا حادا في هرمون الأنسولين بالدم وهذا الارتفاع يؤثر بدوره على توازن بقية الهرمونات في الجسم ويؤدي إلى اضطرابات هرمونية تظهر في صورة سمنة موضعية وتسرع من وتيرة نمو الفتيات وبلوغهن.