
يحظى غذاء ملكات النحل باهتمام عالمي متزايد بصفته مكملا طبيعيا ذا قيمة استثنائية حيث يُطلق عليه اسم الذهب الأبيض أو الغذاء الملكي وهو ليس مجرد لقب قديم بل هو وصف دقيق لمادة طبيعية فريدة تفرزها شغالات النحل لتكون الغذاء الحصري لملكة الخلية مما يمنحها عمرا طويلا وقدرة هائلة على وضع البيض.
من منظور أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مها سيد فإن هذا الغذاء يمثل هدية طبيعية غنية بأسرار الصحة والحيوية والجمال ويقدم حلا آمنا وفعالا لمن يسعون إلى تعزيز وقاية أجسامهم وزيادة طاقتهم وتحسين مظهرهم بشكل طبيعي.
يكمن سر القيمة العالية لغذاء ملكات النحل في تركيبته الغذائية المتكاملة فهو مصدر غني بالبروتينات والأحماض الأمينية الأساسية التي يعجز الجسم عن إنتاجها بنفسه كما يحتوي على مجموعة فيتامينات بي المركبة مثل بي1 وبي2 وبي6 وبي12 إلى جانب فيتاميني سي وإي ويعد كنزا للمعادن الحيوية مثل الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والزنك والسيلينيوم فضلا عن الإنزيمات والهرمونات الطبيعية والمركبات المضادة للأكسدة التي تمنحه قدراته العلاجية والوقائية المتعددة.
يعد غذاء ملكات النحل مصدرا طبيعيا فعالا لتعزيز مستويات الطاقة في الجسم ومواجهة الشعور المستمر بالإرهاق بفضل محتواه من السكريات الطبيعية والفيتامينات والأحماض الأمينية وقد أظهرت تجارب عديدة أن استهلاكه المنتظم يحسن القدرة على التركيز ويقوي الذاكرة ويحد من الإحساس بالتعب مما يجعله مثاليا للطلاب والمهنيين الذين تتطلب أعمالهم مجهودا بدنيا وذهنيا عاليا.
تمتد فوائده لتشمل الصحة النفسية والتوازن العصبي إذ يلعب دورا بارزا في تحسين الحالة المزاجية ومكافحة التوتر والقلق والاكتئاب لاحتوائه على فيتامينات بي المركب وحمض التربتوفان الأميني اللذين يساهمان في تنظيم إنتاج هرمون السيروتونين المعروف بهرمون السعادة ويعمل أيضا على خفض مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر والإجهاد.
من أبرز استخداماته المعروفة هو دوره في دعم الصحة الإنجابية وتعزيز الخصوبة لدى الرجال والنساء على حد سواء فبالنسبة للنساء يحتوي على مركبات شبيهة بالهرمونات الأنثوية تساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتخفيف أعراض انقطاع الطمث ويعتقد أنه يحسن نشاط المبايض ويرفع جودة البويضات وبالنسبة للرجال يساهم في زيادة عدد الحيوانات المنوية وتحسين جودتها وحركتها.
يعتبر غذاء ملكات النحل حليفا قويا لجهاز المناعة فبفضل مضادات الأكسدة والمكونات النشطة بيولوجيا التي يزخر بها فإنه يساعد الجسم على مقاومة الالتهابات ومحاربة العدوى الفيروسية والبكتيرية وتشير الأبحاث إلى أن تناوله بانتظام قد يقلل من احتمالية الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا الموسمية ويدعم مناعة كبار السن بشكل خاص.
تتجاوز تأثيراته الإيجابية الصحة الداخلية لتنعكس على الجمال الخارجي للبشرة والشعر حيث يشتهر بخصائصه المقاومة لعلامات الشيخوخة فهو يحفز إنتاج الكولاجين الطبيعي في الجلد مما يقلل من ظهور التجاعيد ويزيد من مرونة البشرة وحيويتها كما يساعد على ترطيبها وتوحيد لونها أما للشعر فهو يغذيه من الجذور ويمنحه القوة واللمعان المطلوب.
تظهر الدراسات العلمية أن غذاء ملكات النحل قد يساهم في دعم صحة القلب والأوعية الدموية من خلال دوره في خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع مستويات الكوليسترول النافع كما أن مضادات الأكسدة فيه تمنع ترسب الدهون على جدران الشرايين مما يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين ويساعد أيضا على تنظيم ضغط الدم.
إضافة إلى ذلك يقدم هذا الغذاء دعما لصحة العظام والمفاصل لاحتوائه على الكالسيوم والمعادن الأخرى الضرورية لبناء عظام وأسنان قوية كما أن خصائصه المضادة للالتهابات تجعله مفيدا في تخفيف آلام المفاصل وحالات الروماتيزم.
يمكن لغذاء ملكات النحل أن يكون عاملا مساعدا في برامج إنقاص الوزن والحفاظ على اللياقة لأنه يساهم في تنشيط عمليات الأيض بالجسم ويسرع حرق الدهون وقد يساعد أيضا في كبح الشهية وتنظيم مستويات السكر في الدم.
للحصول على فوائده يمكن تناول كمية صغيرة منه مباشرة تحت اللسان لضمان امتصاصها السريع أو خلطها مع العسل الطبيعي وتناولها في الصباح وهو متوفر أيضا على شكل كبسولات ومكملات غذائية ولكن يجب دائما الالتزام بالجرعات المحددة والانتباه لاحتمالية حدوث حساسية لدى بعض الأفراد.