
مع انخفاض درجات الحرارة تدريجيا وحلول فصل الخريف يزداد التحدي الذي يواجهه الجسم في مقاومة الفيروسات التنفسية الموسمية. وتصبح نزلات البرد والأنفلونزا أكثر شيوعا مما يضع ضرورة قصوى على تقوية خطوط الدفاع الطبيعية للجسم وتعزيز كفاءة الجهاز المناعي لمواجهة العدوى بفعالية.
ويشدد الأطباء على أهمية الإجراءات الوقائية المباشرة لتقليل فرص انتقال الفيروسات ومن أبرزها غسل اليدين باستمرار وتجنب لمس الوجه وتهوية الأماكن المغلقة وأماكن العمل. وفي هذا السياق يأتي دور اللقاحات الموسمية كخطوة استباقية أساسية حيث يقلل لقاح الأنفلونزا بشكل كبير من خطر الإصابة أو يحد من شدة الأعراض حال حدوثها خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر ككبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة.
ولا تقتصر استراتيجية تعزيز المناعة على التغذية وحدها بل تمتد لتشمل عادات يومية بسيطة لكنها فعالة للغاية. الحصول على قسط كاف من النوم يتراوح بين سبع وثماني ساعات ليليا يسمح للجهاز المناعي بإعادة شحن طاقته ومقاومة العدوى. كذلك فإن الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب كميات وفيرة من الماء وممارسة النشاط البدني المعتدل بانتظام يعززان الدورة الدموية وكفاءة الخلايا المناعية.
ويعد النظام الغذائي المتوازن حجر الزاوية في بناء مناعة قوية إذ ينصح الخبراء بالتركيز على الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل الفواكه الحمضية والفلفل الرومي الملون والكيوي والفراولة. كما يبرز دور فيتامين D الذي يمكن الحصول عليه من الأسماك الدهنية كالسلمون والماكريل وصفار البيض ومنتجات الألبان المدعمة والذي يلعب دورا محوريا في تنظيم الاستجابة المناعية.
إلى جانب الفيتامينات يعتبر الزنك عنصرا أساسيا لدعم وظائف المناعة والتئام الجروح ويتوفر في مصادر متنوعة كاللحوم الحمراء والبقوليات وبذور اليقطين. وتضيف الأطعمة المحتوية على مضادات الأكسدة مثل الثوم والزنجبيل والكركم والشاي الأخضر طبقة حماية إضافية عبر مكافحة الالتهابات والعدوى.
ولا يمكن إغفال صحة الأمعاء التي تعد المركز الرئيسي للمناعة حيث تساهم البروبيوتيك والألياف الموجودة في الزبادي والمخللات المخمرة والفواكه مثل الموز والتفاح في دعمها بشكل مباشر. ويؤكد المتخصصون أن مواجهة الفيروسات الموسمية تتطلب التزاما بنمط حياة صحي متكامل يجمع بين التطعيمات الوقائية والتغذية السليمة والعادات اليومية الصحية.