أطعمة تدمر القلب.. احذر وجبات يومية شهيرة تغذي القاتل الصامت

أطعمة تدمر القلب.. احذر وجبات يومية شهيرة تغذي القاتل الصامت
أطعمة تدمر القلب.. احذر وجبات يومية شهيرة تغذي القاتل الصامت

تسلط تحديات العصر الصحية الضوء على أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم باعتبارها أزمات متصاعدة إلا أن الخطر الحقيقي لا يكمن فقط في العادات السلبية الكبرى بل يتسلل عبر تفاصيل يومية صغيرة ومتكررة قد لا يلقي لها كثيرون بالاً مثل رشة ملح إضافية أو ملعقة سكر زائدة أو حتى وجبة خفيفة مصنعة.

يقف السكر كأحد أبرز مسببات الأمراض المزمنة في العصر الحديث حيث يساهم بشكل مباشر في تفاقم السمنة ومرض السكري وارتفاع مستويات الكوليسترول وهي العوامل التي تشكل معاً ثالوثاً خطيراً يهدد صحة القلب والأوعية الدموية والمفاجأة تكمن في أن مصادر السكر لا تقتصر على الحلويات التقليدية بل يختبئ في منتجات غير متوقعة مثل عصائر الفاكهة المعلبة والكاتشب وحبوب الإفطار وأنواع معينة من الخبز والأطعمة المعلبة.

ويؤكد الخبراء أن الكثيرين يقعون في خطأ الاعتقاد بأن تجنب الحلوى الصريحة يكفي للحماية بينما الخطر الأكبر يأتي من هذه المصادر الخفية فالاستهلاك المفرط للسكر يرفع مستوياته في الدم ويؤدي مع الوقت إلى مقاومة الأنسولين وهو ما يتسبب في تلف الأوعية الدموية ويسرع من ظهور أمراض القلب والسكري في أعمار مبكرة حتى بين الشباب في الثلاثينيات والأربعينيات.

على الجانب الآخر يمثل الملح الزائد قاتلاً صامتاً يتربص بصحتنا فهو مكون أساسي في العديد من الأطعمة اليومية بدءاً من المخللات والوجبات الخفيفة وصولاً إلى المكرونة سريعة التحضير حيث تحتوي هذه المنتجات على كميات صوديوم تتجاوز بكثير الحد الموصى به يومياً وتشير إرشادات منظمة الصحة العالمية إلى أن الكمية الآمنة لا يجب أن تتجاوز خمسة جرامات يومياً أي ما يعادل أقل من ملعقة صغيرة بينما يستهلك الفرد العادي ضعف هذه الكمية غالباً دون وعي.

وتحذر المنظمات الصحية العالمية من أن الإفراط في تناول الملح يؤدي مباشرة إلى رفع ضغط الدم الذي يعد من أهم عوامل الخطر المؤدية للإصابات بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية كما أن ارتفاع ضغط الدم غالباً ما يكون بلا أعراض واضحة فلا يشعر به المريض حتى يكون الضرر قد حدث بالفعل للأعضاء الحيوية.

إن الخطورة الحقيقية تتجلى في تراكم الضرر الناتج عن الروتين اليومي فخيارات صغيرة مثل تناول وجبة خفيفة مغلفة أو شرب مشروب محلى أو طلب وجبة جاهزة في وقت متأخر من الليل عندما تتكرر تصبح جزءاً لا يتجزأ من نمط حياة يساهم بشكل تدريجي في تدهور الصحة العامة بمرور الوقت.

وتنصح منظمة الصحة العالمية بضرورة تنمية وعي المستهلك عبر قراءة الملصقات الغذائية الموجودة على عبوات الأطعمة والمشروبات فالنظر إلى قائمة المكونات قد يكشف عن احتواء علبة عصير واحدة على سبع أو ثماني ملاعق صغيرة من السكر أو احتواء وجبة خفيفة على نسبة صوديوم تعادل أكثر من نصف الاحتياج اليومي الكامل.

ويعد الطبخ المنزلي أحد الحلول الفعالة لأنه يمنح الشخص تحكماً كاملاً في المكونات المستخدمة ويمكن بسهولة تعويض الملح الزائد باستخدام التوابل والأعشاب الطبيعية أو عصير الليمون لإضافة نكهة للطعام كما يمكن استبدال المشروبات الغازية والعصائر المحلاة بالماء أو الشاي غير المحلى.

لم يعد ارتفاع ضغط الدم والسكري مجرد مشكلات صحية فردية بل تحولا إلى أزمات صحية عامة تضرب فئات عمرية أصغر من أي وقت مضى ولكن على عكس العوامل الوراثية أو التلوث البيئي يظل النظام الغذائي عاملاً محورياً يمكن التحكم فيه وتعديله لحماية الصحة.