مالكوم يخطف الأنظار بظهور لافت في ميامي لقضاء إجازته الصيفية

شهد قطاع الذكاء الاصطناعي تطوراً بارزاً مع إعلان إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى عن إطلاق نموذجها الجديد Gemini 1.5 Pro الذي يمثل قفزة نوعية في هذا المجال ويتميز بقدرات فائقة على معالجة كميات هائلة من المعلومات دفعة واحدة بفضل نافذة سياق هي الأضخم حتى الآن.

يعتمد النموذج الجديد في بنيته على هندسة مبتكرة تعرف باسم مزيج الخبراء MoE وهي تقنية متطورة تسهم في تعزيز كفاءة النموذج بشكل كبير حيث يعمل هذا التصميم على تنشيط أجزاء محددة فقط من النموذج عند الحاجة لمعالجة طلب معين بدلاً من تشغيل النموذج بأكمله وهذا الأسلوب يقلل من وقت الاستجابة ومتطلبات الطاقة اللازمة للتشغيل ويجعل تدريبه وتقديمه للمستخدمين أسرع وأكثر فعالية من الناحية التشغيلية.

تكمن القوة الحقيقية لهذا النموذج في قدرته على فهم وتحليل سياق معلوماتي ضخم يصل إلى مليون وحدة رمزية وهو ما يفتح الباب أمام إمكانيات لم تكن متاحة من قبل حيث يستطيع النموذج تحليل محتوى فيديو مدته ساعة كاملة أو استيعاب محتوى وثائق يصل عدد صفحاتها إلى سبعمائة صفحة أو حتى التعامل مع قواعد بيانات برمجية تضم أكثر من ثلاثين ألف سطر من التعليمات البرمجية وفهم العلاقات المنطقية بين أجزائها المختلفة.

بفضل هذه القدرات الاستثنائية يقدم النموذج أداء يضاهي بل يتفوق في بعض الأحيان على أداء النموذج الأكبر حجماً والأكثر تطوراً من الجيل السابق وهو 1.0 Ultra لكنه يحقق ذلك باستخدام موارد حاسوبية أقل بكثير وهذا الإنجاز يمثل حلاً لمعضلة التوازن بين القوة والكفاءة التي تواجه مطوري الذكاء الاصطناعي ويجعل التقنيات المتقدمة أقرب إلى متناول شريحة أوسع من المطورين والشركات.

يمتلك النموذج مهارات استدلال وفهم متعددة الوسائط فهو لا يقتصر على تحليل النصوص فقط بل يمكنه فحص إطارات الفيديو واستخلاص المعلومات منها والبحث عن تفاصيل دقيقة داخل مقاطع مرئية طويلة دون الحاجة إلى مراجعتها بشكل يدوي كما أنه قادر على الربط بين المعلومات النصية والمرئية والسمعية والبرمجية ليقدم تحليلاً شاملاً ومتكاملاً للمشكلات المعقدة.

أعلنت الشركة المطورة أن هذا النموذج المتقدم متاح حالياً في نسخة تجريبية محدودة للمطورين وعملاء الشركات بهدف اختباره وجمع الملاحظات حول أدائه وتخطط لإطلاقه للجمهور في وقت لاحق مع توفير فئات أسعار مختلفة تتضمن نافذة سياق قياسية بحجم 128 ألف وحدة رمزية مع إمكانية الترقية للوصول إلى نافذة السياق الكاملة التي تبلغ مليون وحدة رمزية.

أولت الجهة المطورة اهتماماً كبيراً بجوانب الأمان والأخلاقيات خلال عملية بناء هذا النموذج حيث أجرت اختبارات مكثفة لضمان استخدامه بشكل مسؤول وتجنب أي نتائج قد تكون ضارة وهو ما يعكس التزامها بتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي آمنة ومفيدة للمجتمع.