كشف الأمير تركي الفيصل عن تفاصيل واقعة دبلوماسية هامة تعود لفترة وجود أسامة بن لادن في السودان حيث تقدم الرئيس السوداني السابق عمر البشير بعرض رسمي إلى المملكة العربية السعودية لتسليم زعيم تنظيم القاعدة لكن هذه المبادرة لم تكتمل بسبب شرط أساسي وضعه البشير.
وأوضح الأمير تركي أن العرض السوداني وصل إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان رده حاسما بالرفض القاطع للشرط المصاحب للعرض. وشدد الملك عبد الله في رده على أن المملكة دولة تحكمها الشريعة الإسلامية ولا يوجد فيها أي شخص فوق القانون أو بمنأى عن المحاسبة القضائية مهما كان.
وكان الشرط الذي طلبه الرئيس عمر البشير يتمثل في الحصول على ضمان بعدم محاكمة أسامة بن لادن على الجرائم المنسوبة إليه عند تسليمه للسلطات السعودية وهو ما اعتبرته القيادة السعودية أمرا غير قابل للنقاش ويتعارض بشكل مباشر مع مبدأ سيادة القانون والعدالة.
وبحسب ما أشار إليه الأمير تركي الفيصل فإنه عقب رفض الملك عبد الله لهذا الشرط تراجع النظام السوداني عن فكرة تسليم بن لادن للمملكة وبدأ في البحث عن خيارات أخرى حيث قرر عرض زعيم تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة الأمريكية في محاولة لعقد صفقة بديلة.
