يعد القلقاس أحد أبرز الأطباق التقليدية التي تزين المائدة المصرية وتجمع العائلة حولها فهو ليس مجرد وجبة شتوية دافئة بل جزء من التراث المطبخي المتوارث عبر الأجيال. يكتسب هذا الطبق شهرته من طعمه الغني وقوامه المميز الذي يذوب في الفم فضلاً عن قيمته الغذائية العالية مما يجعله خياراً مثالياً يجمع بين المذاق الأصيل والفائدة الصحية.
ويشتهر القلقاس بكونه من الخضروات ذات القيمة الغذائية المرتفعة فهو مصدر غني بالكربوهيدرات المعقدة التي تمد الجسم بالطاقة بشكل مستمر. كما يحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تعزز صحة الجهاز الهضمي وتساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول. بالإضافة إلى ذلك يعد القلقاس كنزاً من المعادن الأساسية مثل البوتاسيوم المهم لصحة القلب وتنظيم ضغط الدم والمغنيسيوم والحديد إلى جانب فيتامينات ضرورية مثل فيتامين C المقوي للمناعة وفيتامين B6 الداعم لوظائف الجهاز العصبي.
ولتحضير طبق القلقاس التقليدي تحتاج إلى نصف كيلو من ثمار القلقاس الطازجة مع حزمة من الكزبرة الخضراء وخمسة فصوص ثوم مهروسة. وتكتمل النكهة بملعقة كبيرة من السمن البلدي وكوبين من مرق اللحم أو الدجاج ولا ننسى الملح والفلفل الأسود حسب الذوق. ويمكن إضافة قليل من عصير الليمون في النهاية لإضفاء نكهة منعشة.
تبدأ أولى خطوات الإعداد بتنظيف القلقاس جيداً من الخارج ثم تقشيره بحذر بسكين حاد. بعد ذلك يتم تقطيعه إلى مكعبات ذات حجم متوسط ويفضل أن تكون متساوية. وللتخلص من المادة اللزجة التي يتميز بها يُنصح بنقعه في ماء دافئ مضاف إليه القليل من عصير الليمون لدقائق معدودة قبل الطهي.
في قدر على النار يوضع القلقاس مع المرق الكافي لتغطيته ويُترك لينضج على حرارة متوسطة حتى يصبح ليناً. وفي أثناء ذلك يتم تجهيز التقلية التي تمنح الطبق نكهته الفريدة حيث يُسخن السمن في مقلاة ويُضاف إليه الثوم المهروس حتى يشقر لونه. ثم تضاف الكزبرة المفرومة مع التقليب السريع حتى تفوح رائحتها العطرية المميزة.
تُسكب التقلية الساخنة مباشرة فوق القلقاس في القدر ويُترك الخليط يغلي بهدوء لمدة تتراوح بين خمس وعشر دقائق لتمتزج النكهات وتتجانس. يُقدم الطبق ساخناً إلى جانب الأرز الأبيض المفلفل أو الخبز البلدي ويمكن إضافة رشة من عصير الليمون عند التقديم لتعزيز الطعم وإضافة لمسة من الانتعاش.
لضمان الحصول على أفضل نتيجة يجب الانتباه إلى عدم طهي القلقاس أكثر من اللازم للحفاظ على قوامه الكريمي وتجنب ذوبانه. كما أن استخدام السمن البلدي يضيف عمقاً للنكهة لا يضاهى على الرغم من إمكانية استخدام الزيت النباتي كبديل أخف. وتقطيع القلقاس بأحجام متجانسة يضمن نضجه بشكل متساوٍ في الوقت نفسه.
