
أوضح الأمير تركي الفيصل أن استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار لا يمثلان أولوية للمواطن السوري فحسب بل للمنطقة بأكملها وهو ما دفع المملكة للنظر إلى القيادة الحالية في سوريا كفرصة محتملة لتعود البلاد منارة حضارية كما كانت عليه في السابق.
وأشار الفيصل إلى أن المملكة العربية السعودية بادرت بمد يدها إلى السلطة القائمة في دمشق انطلاقا من اهتمامها البالغ باستقرار المنطقة وهو ما وجد صدى إيجابيا لدى الطرف الآخر الذي أبدى تقاربا وتوافقا مع توجهات المملكة بما يخدم المصالح العليا ويتجاوز الاعتبارات الشخصية الضيقة.
وفي معرض تحليله للمشهد السوري شدد الفيصل على أن الحكم النهائي على أي تجربة سياسية يعتمد على نتائجها الفعلية على أرض الواقع وليس على التصريحات والنوايا المعلنة مؤكدا أن الأفعال هي المقياس الحقيقي الذي سيتم من خلاله تقييم المسار الجديد في سوريا.
وضرب مثالا حيا بالتجربة الأفغانية مع عودة حركة طالبان إلى سدة الحكم حيث أطلق قادة الحركة وعودا وردية وبراقة بهدف طمأنة الشعب والمجتمع الدولي لكن تلك الوعود للأسف لم تجد طريقها إلى التنفيذ حتى هذه اللحظة.
ولفت إلى أن مسار الرئيس السوري أحمد الشرع شهد تحولات فكرية ومنهجية عميقة ففي مراحله الأولى عندما كان يعرف بأبي محمد الجولاني كان يتبنى كما ذكر هو نفسه نهجا يرتكز على مقاومة الظلم والاحتلال.
ومع تطور الأحداث أدرك الجولاني أن هذا النهج يتطلب تعديلا جوهريا ورؤية مختلفة لتحقيق الهدف الأسمى المتمثل في توفير حالة من الاستقرار والطمأنينة للشعب السوري مشيرا إلى أن النهج الذي تبنته حركة طالبان في بداياتها لم يكن مختلفا كثيرا عن فكر الجولاني في تلك الفترة.