
كشفت دراسات طبية حديثة عن الأهمية الصحية الكبيرة للقهوة التي تتجاوز دورها كمنبه يومي إذ أظهرت الأبحاث قدرتها على حماية العديد من الأعضاء الحيوية في الجسم وعلى رأسها القلب والكبد كما تلعب دورا في الوقاية من أمراض خطيرة لكن الخبراء يشددون على أن فوائدها مرهونة بالاعتدال.
وتسلط الأبحاء العلمية الضوء على دور القهوة في تعزيز صحة الكبد بشكل ملحوظ حيث تساهم في الحماية من سرطان الكبد والتليف وقد تكون عاملا مهما في الوقاية من مرض الكبد الدهني وفي هذا السياق أشار مؤتمر عالمي لأمراض الكبد إلى أن تناول فنجانين منها يوميا قد يقي من تليف وتشمع الكبد الناجم عن تراكم الدهون خاصة عند اقتران ذلك بإنقاص الوزن وممارسة الرياضة بانتظام.
على صعيد صحة الدماغ والأعصاب أثبتت القهوة فعاليتها في تحسين التركيز والوقاية من أمراض التدهور العصبي مثل الزهايمر والخرف ومرض باركنسون كما تمتد منافعها لتشمل الحماية من الإصابة بالسكري من النوع الثاني وعلاج بعض حالات الاكتئاب وتخفيف مشكلة جفاف العين.
كما أكدت دراسة أمريكية أن تناول ما بين ثلاثة إلى خمسة فناجين من القهوة يوميا يقلل من معدلات الوفاة المبكرة خصوصا تلك الناتجة عن أمراض القلب وتصلب الشرايين التاجية بفضل محتواها الغني بالمواد المضادة للأكسدة وأوضحت الأبحاث أن القهوة تساهم في الوقاية من الأزمات القلبية والجلطات الشريانية والسكتات الدماغية ولا تسبب اضطرابات في كهرباء القلب مثل الذبذبة الأذينية عند استهلاكها باعتدال.
لكن على الجانب الآخر يتحول هذا المشروب إلى مصدر ضرر عند الإفراط في استهلاكه وتجاوز خمسة فناجين يوميا خاصة عند تناوله على معدة فارغة في الصباح إذ يؤدي ذلك إلى سلسلة من الاضطرابات الصحية التي تؤثر سلبا على الجسم.
ويحذر المختصون من أن الإكثار من القهوة قد يسبب مشكلات في الجهاز الهضمي مثل تفاقم القولون العصبي والإصابة بالقرحة المعدية كما يؤدي إلى اضطرابات عصبية نتيجة زيادة إفراز هرمونات التوتر مما يسبب الأرق المتكرر والتوتر العصبي والنوم المتقطع غير العميق وإجهاد خلايا المخ وقد يتسبب أيضا في تسارع دقات القلب وارتفاع ضغط الدم.