سعر الذهب اليوم يسجل أرقاما قياسية بعد القفزة التاريخية للأونصة عالميا

سعر الذهب اليوم يسجل أرقاما قياسية بعد القفزة التاريخية للأونصة عالميا
سعر الذهب اليوم يسجل أرقاما قياسية بعد القفزة التاريخية للأونصة عالميا

شهدت أسواق المعدن الأصفر العالمية والمحلية موجة صعود غير مسبوقة مع انطلاق تداولات شهر أكتوبر حيث سجلت الأونصة عالميا مستوى تاريخيا جديدا عند 3867 دولارا. هذه القفزة القياسية جاءت مدفوعة بتزايد إقبال المستثمرين على الذهب باعتباره ملاذا آمنا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية خاصة بعد تداعيات إغلاق الحكومة الأمريكية الذي ألقى بظلاله على النشاط الاقتصادي وأدى إلى تراجع أداء الدولار الأمريكي.

تفاقمت الأزمة في الولايات المتحدة بعد أن دخل إغلاق الحكومة حيز التنفيذ رسميا نتيجة فشل المشرعين في التوصل إلى اتفاق حول تمويل الحكومة بسبب الانقسامات الحزبية العميقة بين الكونغرس والبيت الأبيض. هذا التطور أدى إلى توقف معظم العمليات الحكومية وأثار مخاوف من أزمة طويلة قد تسفر عن فقدان آلاف الوظائف الفيدرالية كما تسببت هذه الاضطرابات في تأجيل محتمل لصدور بيانات اقتصادية هامة مثل تقرير وظائف القطاعات غير الزراعية لشهر سبتمبر والذي كان ينتظره المستثمرون للحصول على مؤشرات دقيقة حول صحة سوق العمل الأمريكي.

الاتجاه الصاعد الحالي لأسعار الذهب يظل هو السائد على المديين القصير والمتوسط مدعوما بحالة التوتر الجيوسياسي والمخاوف السائدة في الأسواق بشأن تداعيات الإغلاق الحكومي في أمريكا. يضاف إلى ذلك السياسة النقدية التي يتبعها البنك الفيدرالي الأمريكي وتوجهه نحو خفض أسعار الفائدة لإنعاش الاقتصاد وهو ما يعزز من جاذبية المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا.

على الصعيد المحلي انعكست هذه القفزات العالمية بشكل مباشر على أسعار الذهب في مصر التي سجلت بدورها مستويات تاريخية جديدة في التعاملات الفورية. ووصل سعر جرام الذهب من عيار 24 إلى 5985 جنيها بينما سجل عيار 21 الأكثر شيوعا 5237 جنيها وبلغ سعر عيار 18 نحو 4489 جنيها كما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 41896 جنيها.

تأتي هذه التطورات في وقت تزيد فيه توقعات المتداولين بأن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض جديد لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الشهر الجاري مع احتمالية خفض آخر في ديسمبر. وقد تعززت هذه التوقعات بعد صدور تقرير JOLTS يوم الثلاثاء الذي أشار إلى نمو طفيف في فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة مقابل انخفاض في معدلات التوظيف مما يشير إلى تباطؤ سوق العمل الذي كان دافعا رئيسيا لقرار الفيدرالي بخفض الفائدة في سبتمبر.

على الرغم من موجة الصعود القوية يسود الحذر في الأسواق بشأن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل القريب. هذا الحذر ينبع من سلسلة تصريحات متشددة صدرت عن مسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي حيث أكدت لوري لوغان رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس على ضرورة توخي الحذر الشديد مشيرة إلى أن أي تخفيضات مستقبلية للفائدة تتطلب تدهورا أكبر في سوق العمل.

يعتبر الذهب أداة تحوط تقليدية ضد حالات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي وينتعش الطلب عليه في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يقدم عائدا لحائزيه وقد حقق الذهب مكاسب لافتة تجاوزت 47% منذ بداية هذا العام.