تشهد الأسواق العالمية حالة من عدم اليقين الاقتصادي بسبب الإغلاق الحكومي الذي دخل حيز التنفيذ رسميا في الولايات المتحدة الأمريكية. وجاء هذا التطور بعد إخفاق مشروع قانون الإنفاق في الحصول على موافقة مجلس الشيوخ نتيجة الانقسامات الحزبية العميقة وهو ما أدى لإشعال أزمة قد تكون طويلة ومرهقة وتتسبب في فقدان آلاف الوظائف الفيدرالية.
وفي مصر انعكست هذه الأجواء العالمية مباشرة على أسواق المعادن الثمينة حيث سجلت أسعار الذهب في التعاملات الفورية ليوم الخميس 2 أكتوبر 2025 مستويات تاريخية جديدة. ووصل سعر جرام الذهب من عيار 24 إلى 5985 جنيها بينما سجل عيار 21 الأكثر انتشارا 5237 جنيها للجرام وبلغ سعر جرام عيار 18 نحو 4489 جنيها أما الجنيه الذهب فقد وصل سعره إلى 41896 جنيها وتأتي هذه القفزات المحلية بالتزامن مع صعود سعر الأونصة عالميا مقتربة من 3900 دولار.
وتدعم هذه الارتفاعات توقعات متزايدة في الأسواق بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه لخفض جديد في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الشهر الجاري مع احتمالية خفض آخر في ديسمبر. وتستند هذه التوقعات إلى بيانات تشير إلى تباطؤ في سوق العمل الأمريكي وهو ما كان الدافع الرئيسي لقرار الخفض السابق في سبتمبر. وقد أظهر تقرير JOLTS الصادر مؤخرا نموا طفيفا في فرص العمل المتاحة مقابل انخفاض في معدلات التوظيف الفعلية.
وقد تسبب الإغلاق الحكومي في اضطرابات بالوكالات الفيدرالية الأمر الذي قد يؤدي إلى تأجيل صدور بيانات وظائف القطاعات غير الزراعية الهامة لشهر سبتمبر والتي كان مقررا لها يوم الجمعة. وتنتظر الأسواق هذه البيانات للحصول على مؤشرات أكثر دقة حول صحة سوق العمل الأمريكي وتأثير ذلك على قرارات السياسة النقدية المستقبلية.
وعلى الرغم من هذا الاتجاه الصعودي تسود حالة من الحذر بين المستثمرين عقب سلسلة من التصريحات المتشددة لمسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي. فقد شددت لوري لوغان رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس على ضرورة توخي الحذر الشديد بشأن تخفيضات الفائدة المستقبلية وأشارت إلى أن البنك المركزي سيحتاج لرؤية مزيد من التدهور في سوق العمل قبل أن يفكر في أي تخفيضات إضافية.
ويظل الاتجاه العام للذهب صاعدا على المديين القصير والمتوسط مستفيدا من التوترات الجيوسياسية والمخاوف المتعلقة بالإغلاق الحكومي الأمريكي والسياسة النقدية الحالية للفيدرالي. ويعتبر المعدن الأصفر التحوط التقليدي ضد التقلبات الاقتصادية والسياسية وينتعش بشكل خاص في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة أصل لا يدر عائدا وقد حقق الذهب مكاسب تجاوزت 47% هذا العام.
