
تعد مشكلة تضخم البروستاتا الحميد حالة شائعة تصيب الرجال مع تقدمهم في العمر حيث تتضخم الغدة الصغيرة الواقعة أسفل المثانة مسببة ضغطا على مجرى البول. ورغم أن الحالة توصف بالحميدة إلا أن تأثيرها على نمط الحياة اليومي قد يكون كبيرا ومزعجا مما يستدعي الانتباه المبكر والتعامل معها بجدية للحفاظ على جودة الحياة.
تظهر البيانات الإحصائية أن ربع الرجال تقريبا في سن الخمسين يعانون من هذه المشكلة وترتفع النسبة لتتجاوز نصفهم عند بلوغ سن الستين. وتؤكد دراسات أخرى أن المشكلة تبدأ بالظهور لدى نسبة تتراوح بين خمسة وستة بالمئة من الرجال في الأربعينيات لتصل إلى ما يقارب ثلث الرجال عند عمر 65 عاما فأكثر وهو ما يسلط الضوء على الانتشار الواسع لهذه الحالة ويدق ناقوس الخطر لزيادة الوعي الصحي.
تظهر أعراض تضخم البروستاتا نتيجة للضغط المتزايد على مجرى البول الأمر الذي يعيق التدفق الطبيعي للبول. ومن أبرز هذه العلامات التي لا ينبغي تجاهلها الحاجة الملحة والمفاجئة للتبول وتكرارها بشكل كبير خاصة خلال ساعات الليل مما يعرف بالتبول الليلي. كما يعاني المصابون من ضعف في تدفق البول أو تقطعه مع الشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل وهو ما يسبب اضطرابات في النوم ويؤثر سلبا على التركيز والراحة.
يعتبر التقدم في العمر العامل الأساسي للإصابة لكن تلعب العوامل الوراثية دورا مهما أيضا حيث يزداد الخطر إذا كان أحد الأقارب من الدرجة الأولى مصابا بمشاكل في البروستاتا. بالإضافة إلى ذلك تساهم عوامل أخرى مثل السمنة ومرض السكري وأمراض القلب وقلة النشاط البدني والاعتماد على أنظمة غذائية غير صحية في زيادة احتمالية الإصابة فضلا عن التغيرات الهرمونية الطبيعية المرتبطة بالشيخوخة.
يمكن اتخاذ خطوات وقائية فعالة للحد من خطر الإصابة بتضخم البروستاتا أو تأخير ظهوره عبر تبني نمط حياة صحي في مراحل مبكرة من العمر. تشمل هذه الإجراءات ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين الدورة الدموية وتوازن الهرمونات وتقليل مقاومة الإنسولين. ومن الضروري أيضا إدارة التوتر والحصول على قسط كاف من النوم للحفاظ على توازن هرموني صحي.
يلعب النظام الغذائي دورا محوريا في حماية صحة البروستاتا وينصح الخبراء بالإكثار من تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة مع تقليل الدهون المشبعة والأطعمة المصنعة. وتعتبر الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل الطماطم التي تحتوي على الليكوبين والتوت والخضروات الورقية مفيدة لتقليل الالتهابات. كما أن أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك والمكسرات تدعم صحة البروستاتا بينما ينصح بتقليل استهلاك الكافيين والكحول لتجنب تهيج المثانة وتجنب شرب كميات كبيرة من السوائل قبل النوم للحد من التبول الليلي.
لا تغني التغييرات في نمط الحياة عن أهمية الفحوصات الطبية الدورية خاصة للرجال بعد سن الخمسين حتى في غياب الأعراض. وتعد هذه الفحوصات ضرورية للكشف المبكر عن أي تغيرات في البروستاتا. وتتضمن الإجراءات الطبية الموصى بها فحص الدم لقياس مستضد البروستاتا النوعي المعروف بـ PSA بالإضافة إلى الفحص الشرجي الرقمي لتقييم حجم الغدة والكشف عن أي نمو غير طبيعي. وتساعد هذه الاختبارات في تشخيص التضخم الحميد واكتشاف سرطان البروستاتا في مراحله الأولى.