
يمثل الحمام المغربي طقسا عريقا للعناية بالجمال توارثته الأجيال في بلاد المغرب العربي لمئات السنين وأصبح جزءا لا يتجزأ من ثقافة المرأة الشرقية ورمزا لجمالها. ومع انتشاره الواسع لم يعد تطبيقه يقتصر على الصالونات المتخصصة بل بات من السهل تحويل المنزل إلى واحة استرخاء للاستمتاع بهذه التجربة الفريدة.
يؤكد خبراء التجميل أن تحويل الحمام المغربي إلى روتين منزلي ليس أمرا معقدا بل هو خطوة بسيطة نحو الحصول على بشرة صحية ومشرقة وناعمة. ومع تكرار هذه العادة الجمالية فإنها تمنح المرأة شعورا متزايدا بالثقة بالنفس وتمدها بطاقة إيجابية حيث يعتبر هذا الطقس أحد أسرار الجمال الشرقي الخالدة التي لا تزال تحتفظ بفاعليتها وسحرها.
تتعدد فوائد الحمام المغربي لتتجاوز مجرد التنظيف السطحي فهو يعمل على تنقية المسام بعمق بفضل استخدام الصابون البلدي المصنوع من زيت الزيتون الذي يذيب الشوائب والدهون. كما يساهم التقشير بالليفة المغربية في إزالة الخلايا الميتة بفاعلية مما يكسب الجلد نعومة فائقة. ومع الاستمرارية يساعد هذا الروتين على تفتيح لون البشرة وتوحيده عبر التخفيف من أثر البقع الداكنة والتصبغات الجلدية.
لا تقتصر أهمية الحمام المغربي على الجانب الجمالي فقط بل تمتد لتشمل الصحة النفسية والجسدية. فعملية التدليك والفرك تنشط الدورة الدموية تحت الجلد بينما يوفر البخار والزيوت العطرية حالة من الاسترخاء العميق للجسم والذهن مما يقلل من مستويات التوتر. وبعد انتهاء عملية التقشير يصبح الجلد مهيأ بشكل مثالي لامتصاص مكونات الأقنعة الطبيعية أو الكريمات المرطبة مما يعزز فائدتها.
للقيام بالحمام المغربي في المنزل يجب تجهيز مجموعة من الأدوات والمكونات الأساسية. يأتي في مقدمتها الصابون البلدي المغربي الذي يصنع عادة من زيت الزيتون أو زيت الأرجان والليفة المغربية المعروفة باسم الكيس المغربي. بالإضافة إلى ذلك ستحتاجين إلى الغسول المغربي أو ما يعرف بالطين البركاني وبعض الزيوت الطبيعية للترطيب مثل زيت اللوز أو زيت الأركان. كما يعد توفير جو مشبع بالبخار عبر استخدام الماء الساخن أمرا ضروريا لفتح مسام الجلد.
تبدأ خطوات عمل الحمام المغربي بتهيئة الأجواء عبر ملء الحمام بالبخار الكثيف لمدة عشر دقائق لفتح مسام الجسم. بعد ذلك يتم الجلوس في البخار لفترة تتراوح بين خمس وعشر دقائق لترطيب الجلد وتهيئته. ثم يوزع الصابون البلدي على كامل الجسم ويترك لمدة عشر دقائق ليقوم بإذابة الدهون والشوائب المتراكمة. تأتي بعد ذلك مرحلة التقشير باستخدام الليفة المغربية حيث يفرك الجسم بحركات دائرية وقوية لإزالة طبقات الجلد الميت.
بعد الانتهاء من التقشير وشطف الجسم يخلط الطين المغربي مع قليل من الماء الدافئ أو ماء الورد لعمل قناع يطبق على الجسم والوجه ويترك لمدة عشر دقائق قبل غسله. وفي المرحلة الأخيرة بعد تجفيف الجسم جيدا يتم ترطيب البشرة باستخدام زيت الأركان أو زيت اللوز لتغذيتها ومنحها ملمسا ناعما وحمايتها من الجفاف.
لضمان نجاح التجربة ينصح بالقيام بالحمام المغربي مرة واحدة أسبوعيا أو كل عشرة أيام. ويجب تجنب استخدام الليفة المغربية الخشنة على بشرة الوجه الرقيقة والاكتفاء بتطبيق الغسول أو مقشر لطيف. ومن المهم أيضا شرب كمية كافية من الماء بعد الانتهاء لتعويض السوائل التي فقدها الجسم. ولزيادة الشعور بالاسترخاء يمكن إضافة بضع قطرات من الزيوت العطرية مثل زيت اللافندر أو الورد إلى ماء الشطف النهائي.
يكمن الفارق الجوهري بين الحمام اليومي العادي والحمام المغربي في أن الأول يهدف إلى النظافة فقط باستخدام الماء والصابون بينما يعتبر الثاني جلسة عناية متكاملة تجمع بين التنظيف العميق والتقشير والتغذية والترطيب والتعطير مما يجعله تجربة علاجية وجمالية شاملة.
يمكن تخصيص مكونات الحمام المغربي لتناسب احتياجات كل نوع من أنواع البشرة. فإذا كانت البشرة جافة يمكن إضافة العسل أو زيت جوز الهند إلى قناع الطين المغربي لزيادة الترطيب. أما للبشرة الدهنية فيساعد إضافة ماء الورد أو بضع قطرات من عصير الليمون على تنظيم الإفرازات الدهنية.