
مع تزامن انطلاق العام الدراسي الجديد وتقلبات الطقس الموسمية يزداد قلق الأهالي بشأن صحة أبنائهم حيث تصبح البيئة المدرسية والتجمعات الطلابية أرضا خصبة لانتشار الفيروسات والأمراض المعدية التي قد تضعف الجهاز المناعي لدى الأطفال والكبار على حد سواء مما يستدعي اهتمام الأمهات بتغذية أطفالهن ومنحهم التحصينات الضرورية.
وفي هذا السياق يحذر استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور تامر عبد الحميد من عدد من الفيروسات الشائعة في الوقت الراهن والتي تنتشر بسرعة بسبب الازدحام بين التلاميذ في المدارس وعلى رأسها متلازمة اليد والقدم والفم التي تعتبر من أكثر الفيروسات شيوعا بين الأطفال في الحضانات والمدارس وتظهر أعراضها على شكل ارتفاع في درجة الحرارة وقرح فموية مؤلمة مع طفح جلدي أو بثور على اليدين والقدمين وقد تمتد أحيانا إلى منطقة الحفاض أو حول الفم.
وأوضح عبد الحميد أن الشفاء من هذا الفيروس يستغرق عادة أسبوعا واحدا ويتطلب راحة الطفل وتناول كميات كافية من السوائل مع استخدام خافضات الحرارة مشددا على ضرورة عزل الطفل المصاب في المنزل لمنع نقل العدوى لزملائه نظرا لكونه مرضا شديد العدوى.
كما أشار إلى خطورة مرض الالتهاب السحائي الذي ينقسم إلى نوعين الأول فيروسي ويتعافى منه الجسم تلقائيا والثاني بكتيري وهو أشد خطورة ويتطلب تدخلا طبيا عاجلا وتتمثل أعراضه في ارتفاع حاد في درجات الحرارة وصداع شديد وقيء متكرر وتصلب في عضلات الرقبة بالإضافة إلى حساسية تجاه الضوء وتستدعي هذه العلامات التوجه الفوري إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج اللازم مؤكدا أن التطعيم الخاص بالالتهاب السحائي الذي يعطى في عمر معين يساهم في تقليل فرص الإصابة بشكل كبير.
وشدد عبد الحميد على أهمية الالتزام بجدول التطعيمات الروتينية للأطفال دون أي تأخير بالإضافة إلى بعض التطعيمات الإضافية المهمة في هذه الفترة ويأتي على رأسها لقاح الإنفلونزا الموسمية الضروري خاصة للأطفال الذين يرتادون الحضانات والمدارس أو الذين يعانون من مشكلات في الجهاز التنفسي إلى جانب تطعيم الجديري المائي إذا لم يكن الطفل قد حصل عليه مسبقا وكذلك تطعيم الالتهاب الكبدي الوبائي A الذي يوفر حماية من عدوى منتشرة بكثرة بين الأطفال وتطعيم المكورات الرئوية الذي يقلل من خطر الإصابة بالتهابات الرئة والأذن والجيوب الأنفية.
ولتعزيز حماية الأطفال من العدوى داخل المدارس قدم الخبير مجموعة من الإرشادات الأساسية التي يجب على الأهالي اتباعها منها تشجيع الطفل على غسل يديه بانتظام بالماء والصابون والتأكيد على إدارة المدرسة بضرورة تهوية الفصول بشكل جيد والحفاظ على نظافة المنزل وتهويته باستمرار وتقديم نظام غذائي صحي ومتوازن للطفل مع تنظيم ساعات نومه لتقوية جهاز المناعة لديه وأخيرا متابعة أي أعراض غير معتادة تظهر على الطفل واستشارة الطبيب المختص في وقت مبكر لتسهيل عملية التشخيص والعلاج.