يُسلط خبراء الصحة الضوء على شاي الكركديه واصفين إياه بالمشروب الخارق نظرا لتأثيراته الإيجابية المتعددة على وظائف الجسم الحيوية. ويتميز هذا المشروب بغناه الاستثنائي بمضادات الأكسدة والمعادن والمركبات النباتية التي تجعل منه كنزا صحيا يدعم الجسم من عدة نواح ويقدم فوائد قد تشمل القلب والأوعية الدموية ومستويات سكر الدم.
تؤكد دراسات سريرية متعددة أن الاستهلاك المنتظم لشاي الكركديه قد يساهم بفاعلية في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي. وقد رصدت الأبحاث انخفاضا ملحوظا لدى الأشخاص الذين يعانون من مراحل أولية من ارتفاع ضغط الدم يتراوح بين 5 و7 ملم زئبقي بعد أسابيع قليلة من تناوله يوميا. ويعزى هذا التأثير إلى خصائصه التي تشبه عمل أدوية الضغط الخفيفة حيث يعمل كمدر طبيعي للبول مما يخلص الجسم من السوائل الزائدة ويساعد على إرخاء الأوعية الدموية.
لا تقتصر فوائد الكركديه على ضغط الدم بل تمتد لتشمل تحسين صحة القلب والأوعية الدموية بشكل عام. وتشير الأبحاث إلى قدرته على خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم وهما من العوامل الرئيسية المسببة لأمراض القلب. وفي بعض الحالات لوحظ أيضا أنه قد يساهم في رفع مستوى الكوليسترول الجيد مما يعزز من حماية الشرايين ويجعل منه مشروبا مفيدا لدعم منظومة الدورة الدموية.
أظهر شاي الكركديه قدرة واعدة على المساعدة في ضبط مستويات السكر في الدم خاصة لدى مرضى السكري من النوع الثاني. وتدعم بعض الدراسات فكرة أن الكركديه يحسن من سيطرة الجسم على نسبة السكر بعد تناول الوجبات كما يساعد على خفض سكر الدم الصيامي مما يجعله خيارا جيدا للأشخاص في مرحلة ما قبل السكري أو الساعين للحفاظ على استقرار مستويات الجلوكوز.
في مجال إدارة الوزن يعتبر شاي الكركديه خيارا ممتازا فهو مشروب خال تماما من السعرات الحرارية. وعند دمجه بنظام غذائي متوازن وممارسة للرياضة قد يساعد في إنقاص الوزن. وترجح بعض الأبحاث التي استخدمت مستخلصات الكركديه المركزة أنه قد يقلل من عملية تراكم الدهون في الجسم ويحسن من الصحة الأيضية العامة مما ينعكس إيجابا على وزن الجسم وتوزيع الدهون.
يكمن جزء كبير من القوة الصحية للكركديه في محتواه العالي من مضادات الأكسدة القوية مثل مركبات الأنثوسيانين والأحماض الفينولية. تعمل هذه المركبات على محاربة الجذور الحرة وهي جزيئات ضارة تهاجم الخلايا وتسرع من عملية الشيخوخة وتساهم في ظهور أمراض خطيرة كالسرطان. وقد أظهرت الدراسات أن تناول شاي الكركديه يعزز القدرة المضادة للأكسدة في الدم.
بفضل هذه المركبات النشطة بيولوجيا يمتلك شاي الكركديه خصائص مضادة للالتهابات. ويعتبر الالتهاب المزمن سببا جذريا للعديد من الأمراض مثل أمراض القلب والتهاب المفاصل وبعض أنواع الأورام. وتظهر الأبحاث الأولية والتجارب على الحيوانات أن الكركديه يمكن أن يساهم في تقليل علامات الالتهاب في الجسم.
تشير أدلة مستخلصة من دراسات حيوانية إلى أن مستخلص الكركديه قد يوفر حماية للكبد من الأضرار الناجمة عن السموم أو الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون. وقد يساعد على تقليل تراكم الدهون في الكبد وتحسين مؤشرات وظائفه الحيوية. ورغم أن الأدلة على البشر ما تزال في مراحلها الأولية إلا أنها تبدو واعدة.
على المستوى الميكروبيولوجي يحتوي الكركديه على مركبات أظهرت في الدراسات المخبرية قدرتها على تثبيط نمو أنواع معينة من البكتيريا والفطريات. وهذا يفتح الباب أمام فوائد محتملة لصحة الجهاز الهضمي والوقاية من بعض أنواع العدوى وإن كان الأمر يتطلب المزيد من البحث لتأكيد هذه التأثيرات على البشر.
يعد شاي الكركديه أيضا مصدرا ممتازا لترطيب الجسم لأنه خال من الكافيين وبالتالي لا يسبب إدرار البول بنفس درجة المشروبات التي تحتويه. بالإضافة إلى ذلك يزود الجسم بمعادن نادرة ومهمة مثل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم التي تلعب دورا حيويا في توازن السوائل ودعم وظائف الأعصاب والعضلات.
تاريخيا استخدم الكركديه في الطب التقليدي للتخفيف من أعراض متلازمة ما قبل الحيض وانقطاع الطمث. ويعود ذلك لاحتوائه على مركبات الفيتويستروجين التي تشبه في عملها هرمون الإستروجين بشكل خفيف. وتشير بعض الدراسات الأولية إلى أنه قد يساعد في تخفيف الهبات الساخنة أو التقلبات المزاجية المرتبطة بالتغيرات الهرمونية.
ورغم فوائده العديدة يتطلب استهلاكه بعض الحذر حيث لا ينصح به للجميع خاصة بكميات كبيرة. قد يتفاعل الكركديه مع بعض الحالات الطبية أو الأدوية لذا يجب استشارة الطبيب. وتوصي الدراسات عادة بتناول كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميا. ويمكن شربه في أي وقت من اليوم سواء بعد الوجبات أو بينها وحتى في المساء قبل النوم لأنه لا يؤثر على جودة النوم بفضل خلوه من الكافيين بل إن البعض يفضله كوسيلة للاسترخاء.
