تستضيف مدينة تالكا التشيلية بعثة المنتخب السعودي للشباب لكرة القدم المشارك في نهائيات كأس العالم حيث تتميز المدينة بموقعها الجغرافي الفريد الذي يضعها بين سلسلة جبال الإنديز الشاهقة من جهة الشرق وسواحل المحيط الهادئ الممتدة من جهة الغرب وهو ما يمنحها طبيعة خاصة ومناخا متوسطيا يتسم بصيف حار وجاف وشتاء بارد وممطر.
تحمل مدينة تالكا التي اختيرت عاصمة لإقليم ماولي أهمية تاريخية كبرى في تشيلي فقد شهدت على أرضها توقيع وثيقة استقلال البلاد عن إسبانيا في عام 1818 وهو الحدث الذي منحها مكانة رمزية خاصة في تاريخ البلاد ويعتقد أن اسم المدينة نفسه مشتق من لغة شعب المابوتشي السكان الأصليين للمنطقة وقد يعني الرعد أو الأرض العالية.
على الصعيد الثقافي والاجتماعي تشتهر تالكا بطبقها الشعبي المعروف باسم تشانشو إن بيدرا الذي يعكس هوية المنطقة الريفية ويتكون هذا الطبق من صلصة غنية تُصنع بطحن مكونات طازجة يدويا في هاون حجري بركاني وتشمل الطماطم والثوم والفلفل والكزبرة مع الملح وزيت الزيتون ويقدم هذا الطبق في المناسبات والحفلات العائلية كغموس بجانب اللحم المشوي أو مع الخبز التشيلي الطازج.
تساهم الطبيعة الخصبة للمدينة التي يمر بها نهر إقليم ماولي في ازدهار الزراعة حيث تعد المنطقة مركزا لإنتاج أنواع مختلفة من الفواكه والخضراوات والحبوب وتشتهر على وجه الخصوص بإنتاج العنب عالي الجودة كما تجذب المدينة السياح بفضل وجهاتها الطبيعية المتعددة ومنها الينابيع الحارة مثل تيرماس دي كينامافيدا وبانامافيدا التي يقصدها الباحثون عن الاسترخاء الجسدي والنفسي.
تضم تالكا التي يزيد عدد سكانها عن مئتي ألف نسمة مؤسسات تعليمية مرموقة مثل جامعة تالكا الحكومية وجامعة سانتو توماس ومن أبرز معالمها متحف أوهيجينز الذي يخلد سيرة برناردو أوهيجينز أحد أبطال استقلال تشيلي وتوفر المدينة أيضا وجهات لمحبي الطبيعة والمغامرة مثل محمية ألتوس دي ليركاي التي تجذب هواة التنزه بمناظرها الجبلية وطيورها النادرة وقرية كونستيتسيون الساحلية بشواطئها ومنحدراتها البحرية.
عانت المدينة من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب تشيلي في 27 فبراير 2010 بقوة بلغت 8.8 درجة على مقياس ريختر وأسفر عن وفاة أكثر من 520 شخصا في أنحاء البلاد وقد تضررت نحو 80 بالمئة من منازل سكان تالكا جراء الزلزال لكن المدينة لم تسجل خسائر بشرية كبيرة بفضل موقعها الداخلي الذي جنبها التأثير المباشر لأمواج تسونامي.
في قلب هذه المدينة يقع ملعب فيسكال دي تالكا الذي احتضن المباراة الافتتاحية للمنتخب السعودي للشباب أمام نظيره الكولومبي ضمن منافسات المجموعة السادسة من المونديال ومن المقرر أن يستضيف الملعب ذاته مواجهة الصقور الخضر الثانية أمام منتخب نيجيريا صباح الجمعة بتوقيت الرياض.
بعد الانتهاء من مباراته الثانية سينتقل المنتخب السعودي إلى مدينة رانكاجوا عاصمة إقليم أوهيجينز والتي تبعد قرابة 220 كيلومترا عن تالكا وذلك استعدادا لخوض المواجهة الأخيرة في دور المجموعات والتي ستجمعه بالمنتخب النرويجي.
