
شهدت أسواق المعدن الأصفر ارتفاعا ملحوظا على الصعيدين المحلي والعالمي خلال تداولات اليوم الخميس حيث جاء هذا الصعود مدفوعا بشكل أساسي بتفاقم أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة للمرة الأولى منذ ما يقرب من سبع سنوات وتنامي التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
سجل الذهب أفضل أداء شهري له منذ ستة عشر عاما خلال شهر سبتمبر الماضي حيث ارتفع محليا بنسبة وصلت إلى 11 بالمئة بما يعادل 490 جنيها بينما قفز عالميا بنسبة 12 بالمئة بقيمة 411 دولارا للأوقية الواحدة وأنهى الشهر عند مستويات قياسية جديدة مدفوعا بزيادة الطلب عليه كملاذ آمن وسط الاضطرابات العالمية.
وعلى مستوى التعاملات اليومية ارتفعت أسعار الذهب محليا بقيمة 15 جنيها ليسجل جرام الذهب من عيار 21 مستوى 5240 جنيها في حين صعد سعر الأوقية في البورصات العالمية بنحو 23 دولارا لتصل إلى 3890 دولارا وبلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 5989 جنيها وسجل عيار 18 ما قيمته 4491 جنيها ووصل عيار 14 إلى 3487 جنيها واستقر سعر الجنيه الذهب عند 41920 جنيها.
يغذي استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي الإقبال على شراء الذهب باعتباره ملاذا آمنا في أوقات القلق الاقتصادي كما أن التوقعات المتزايدة بشأن خفض أسعار الفائدة الأمريكية تساهم في إبقاء عوائد سندات الخزانة منخفضة وتضعف الدولار مما يوفر دعما إضافيا لأسعار المعدن النفيس ويتركز الاهتمام حاليا على تطورات هذا الإغلاق الذي بدأ بالفعل في تأخير صدور بيانات اقتصادية هامة.
في سياق متصل فشل مجلس الشيوخ الأمريكي مجددا في تمرير حزمة تمويل مؤقتة للحكومة بعد عجزه عن حشد الأصوات اللازمة مما يؤكد أن الإغلاق سيستمر على الأقل لنهاية الأسبوع الحالي وربما لفترة أطول وفي تطور آخر رفضت المحكمة العليا محاولة من الرئيس لإقالة إحدى محافظات مجلس الاحتياطي الفيدرالي مما خفف قليلا من المخاوف المتعلقة باستقلالية البنك المركزي.
تتجه الأنظار نحو إمكانية وصول سعر الأوقية إلى مستوى 4000 دولار مدعومة بمشتريات قوية من البنوك المركزية حول العالم إلى جانب إقبال المستثمرين من الأفراد والمؤسسات وأوضح أحد الخبراء الاستراتيجيين في بنك استثماري كبير أن الذهب لا يزال غير مملوك بالكامل من قبل المستثمرين مما يترك مجالا واسعا لتحقيق مكاسب إضافية خلال الفترات المقبلة خاصة مع بدء دورة التيسير النقدي.
تضيف بيانات التوظيف الضعيفة في الولايات المتحدة ضغوطا إضافية على الدولار حيث أظهر تقرير حديث أن القطاع الخاص الأمريكي فقد 32 ألف وظيفة خلال سبتمبر على عكس التوقعات التي كانت تشير إلى إضافة 50 ألف وظيفة ويتم تداول مؤشر الدولار حاليا بالقرب من أدنى مستوياته خلال أسبوع بينما استقرت عوائد السندات الأمريكية عند مستويات ضعيفة.
تتباين آراء مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية المستقبلية حيث صرحت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن أن خفض الفائدة بشكل طفيف قد يكون مناسبا إذا دعمت البيانات الاقتصادية هذا التوجه بينما حذرت نظيرتها في دالاس من أن مجال التخفيضات محدود وهو ما يضع الذهب عند مفترق طرق حاسم بين مستوياته القياسية الحالية والرهانات القوية على استمرار صعوده.