
في مواجهة التقلبات الجوية المستمرة وما يصاحبها من انتشار للأمراض الموسمية يصبح تعزيز قدرة الجسم الدفاعية ضرورة ملحة. ويعد النظام الغذائي المتوازن والغني بالعناصر الغذائية الأساسية حجر الزاوية في بناء جهاز مناعة قوي قادر على التصدي للعدوى والفيروسات بفعالية كبيرة قبل الحاجة للجوء إلى الأدوية.
تعتبر الدواجن مصدرا غنيا بفيتامين ب6 الذي يلعب دورا حيويا في تقليل الالتهابات داخل الجسم وهو عنصر ضروري لتكوين خلايا الدم الحمراء الجديدة. كما أن حساء الدجاج ليس مجرد علاج تقليدي للشعور بالراحة النفسية بل هو مدعوم علميا بفضل محتواه من الزنك الذي يحفز إنتاج خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن محاربة الميكروبات.
على صعيد مماثل تقدم الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والماكريل دعما مناعيا قويا بفضل احتوائها على أحماض أوميجا 3 الدهنية. هذه الأحماض لا تقتصر فائدتها على صحة القلب والدماغ فحسب بل تزيد أيضا من نشاط وكفاءة خلايا الدم البيضاء في مواجهة الأمراض المختلفة.
وتأتي الحمضيات مثل البرتقال واليوسفي والجريب فروت والليمون في مقدمة الأطعمة المعروفة بقدرتها على تقوية المناعة. يعود الفضل في ذلك إلى محتواها العالي من فيتامين سي الذي يعزز إنتاج خلايا الدم البيضاء مما يجعل الجسم أكثر استعدادا لمكافحة العدوى سواء تم تناولها كثمار كاملة أو كعصير طازج.
ورغم شهرة الحمضيات بفيتامين سي إلا أن الخضروات ذات الألوان الزاهية قد تتفوق عليها في هذا المجال فالفلفل الأحمر على سبيل المثال يحتوي على مستويات أعلى من هذا الفيتامين. كما أن الجزر والخضروات البرتقالية الأخرى غنية بالبيتا كاروتين الذي يتحول في الجسم إلى فيتامين أ الضروري لسلامة جهاز المناعة وصحة العينين والبشرة.
ولا يمكن إغفال دور الخضروات الورقية ذات اللون الداكن كالسبانخ واللفت والكرنب فهي ليست مجرد مصدر لفيتامين سي بل هي غنية أيضا بمضادات الأكسدة والبيتا كاروتين التي تعمل مجتمعة على محاربة العدوى ودعم صحة القلب والدماغ والجهاز الهضمي.
يعد الزبادي كذلك من الأطعمة الفعالة في تحفيز المناعة لاحتوائه على “البكتيريا الحية والنشطة” أو البروبيوتيك التي تدعم صحة الأمعاء التي تشكل جزءا كبيرا من جهازنا المناعي. كما يزود الجسم بفيتامين د ومن الأفضل اختيار الأنواع الخالية من السكر المضاف وتحليتها طبيعيا بالفواكه أو العسل.
وتضيف المكسرات والبذور مثل اللوز والجوز وبذور دوار الشمس قيمة غذائية عالية للنظام اليومي. هذه الأطعمة غنية بمجموعة من الفيتامينات والمعادن الهامة مثل المغنيسيوم والسيلينيوم وفيتامين ب6 والتي تساعد مجتمعة على تنظيم وظائف الجهاز المناعي والحفاظ على قوته واستجابته.
كذلك تلعب بعض التوابل والأعشاب دورا لا يستهان به في تعزيز الصحة. فالثوم والزنجبيل والكركم هي توابل استخدمت منذ القدم لخصائصها المعززة للمناعة والمضادة للعدوى وإضافتها للأطباق لا يمنحها نكهة مميزة فحسب بل يقدم فوائد صحية جمة.
كما يمثل التوت بأنواعه المختلفة مصدرا غنيا بالفيتامينات والعناصر الغذائية التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة وتقوي دفاعاته الطبيعية ضد مجموعة واسعة من الأمراض مما يجعله إضافة مثالية لأي نظام غذائي صحي.
وأخيرا يعتبر زيت الزيتون أحد أهم الدهون الصحية وهو عنصر أساسي في النظام الغذائي المتوسطي المعروف بفوائده للقلب والدماغ. وتكمن قدرته على دعم المناعة في خصائصه المضادة للالتهاب التي تساعد على تقليل الالتهابات المزمنة في الجسم.