
تعتبر الطحينة مكوناً لا غنى عنه في المطابخ العربية حيث تشكل أساساً للعديد من الأطباق الشهيرة والتقليدية. ورغم انتشارها كمنتج جاهز في الأسواق إلا أن تحضيرها منزلياً يمثل خياراً أفضل بكثير لما يوفره من نكهة طازجة وقيمة غذائية أعلى فضلاً عن كونه حلاً اقتصادياً وموفراً.
إلى جانب مذاقها الغني تتميز الطحينة بفوائد صحية متعددة بفضل مكونها الأساسي وهو السمسم. فهي تعد مصدراً مهماً للكالسيوم الضروري لدعم صحة العظام والأسنان كما تحتوي على دهون صحية تساهم في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية. وبفضل غناها بمضادات الأكسدة فإنها تساعد الجسم على مقاومة الالتهابات المختلفة وتمنح شعوراً بالشبع مما يجعلها مفيدة في التحكم بالشهية.
لإعداد طحينة منزلية بجودة عالية لا نحتاج سوى لمكونات بسيطة تتلخص في كوب من السمسم الأبيض غير المحمص ونصف كوب من الزيت النباتي مثل زيت الذرة أو زيت الزيتون الخفيف بالإضافة إلى رشة ملح صغيرة. ويمكن زيادة هذه الكميات أو إنقاصها حسب الرغبة مع الحفاظ على النسب للحصول على القوام المثالي.
تبدأ أولى مراحل الإعداد بتحميص بذور السمسم في مقلاة واسعة على حرارة متوسطة مع التحريك المستمر لضمان توزيع الحرارة بالتساوي. تستمر هذه العملية حتى يكتسب السمسم لوناً ذهبياً خفيفاً وتنبعث منه رائحته العطرية المميزة مع الحرص الشديد على عدم تركه لفترة طويلة لتجنب احتراقه واكتسابه طعماً مراً.
بعد الانتهاء من التحميص يجب نقل السمسم إلى وعاء آخر وتركه حتى يبرد بشكل كامل. هذه الخطوة ضرورية لأن طحن السمسم وهو ساخن قد يؤثر سلباً على قوام الطحينة النهائي. بمجرد أن يبرد يوضع السمسم في مطحنة كهربائية قوية أو محضرة طعام ويتم طحنه جيداً حتى يتحول إلى مسحوق ناعم جداً.
تأتي بعد ذلك مرحلة إضافة الزيت حيث يسكب بشكل تدريجي وبطيء أثناء عمل الخلاط. يسمح هذا الإجراء للسمسم المطحون بالامتزاج مع الزيت بشكل متجانس لتكوين معجون كريمي ناعم. يمكن التحكم في كثافة الطحينة عبر زيادة أو تقليل كمية الزيت المضافة. وفي الخطوة الأخيرة تضاف رشة بسيطة من الملح لتعزيز النكهة وتخلط المكونات للمرة الأخيرة لتصبح الطحينة جاهزة للاستخدام.
لضمان الحصول على أفضل النتائج ينصح الخبراء باختيار بذور السمسم الأبيض عالية الجودة والخالية من الشوائب. كما يمكن استبدال الزيت النباتي بزيت الزيتون لرفع القيمة الغذائية مع الأخذ في الاعتبار أن نكهته ستكون أكثر قوة ووضوحاً. وللحفاظ على الطحينة طازجة لأطول فترة ممكنة يجب حفظها في وعاء زجاجي محكم الإغلاق ووضعها داخل الثلاجة.
تتجاوز استخدامات الطحينة كونها مجرد صلصة جانبية لتصبح عنصراً رئيسياً في أطباق متنوعة. فهي تدخل في تحضير صلصة الطحينة التي تقدم مع الأسماك والمشاوي وتعد مكوناً أساسياً في أطباق المقبلات الشهيرة في بلاد الشام مثل الحمص بالطحينة وفتة الحمص والبابا غنوج. كذلك تضاف إلى أنواع مختلفة من السلطات وتستخدم في صناعة بعض الحلويات الشرقية كالحلاوة الطحينية.