يترقب اللاعب النيجيري الشاب طاهر مايجانا المواجهة المرتقبة لمنتخب بلاده أمام المنتخب السعودي صباح الجمعة ضمن الجولة الثانية من منافسات كأس العالم للمنتخبات تحت عشرين عاما المقامة حاليا في تشيلي ويحمل على عاتقه آمالا عريضة لوضع بصمته المؤثرة التي قد تفتح الباب لتأهل النسور إلى الدور الثاني من المونديال.
إن مسيرة الجناح الأيسر البالغ من العمر سبعة عشر عاما لم تبدأ في أكاديميات كرة القدم الفاخرة بل انطلقت من واقع قاس داخل أحد معسكرات النازحين التي فرت إليها عائلته بحثا عن الأمان هربا من أعمال العنف والنزاعات مع المتمردين في مدينة مايدوجوري عاصمة ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا.
في تلك المعسكرات التي عادة ما ترتبط بصور الخيام المتهالكة وطوابير البشر الطويلة التي تنتظر الحصول على الطعام ووجوه الأمهات المرهقة وهن يواسين أطفالهن لم يكن من السهل تطوير موهبة كروية لصبي لا يمتلك سوى مساحات مفتوحة يركض فيها مع أقرانه خلف كرة بالية لكن طاهر تمسك بشغفه وانتظر فرصته.
أتت الفرصة التي غيرت مساره عندما انتقل إلى العاصمة أبوجا ليلتحق بأكاديمية وايرلس إف سي وهو ليس ناديا ينافس في الدوري النيجيري الممتاز أو أي من درجاته الأدنى بل هو كيان رياضي متخصص في اكتشاف المواهب الشابة وصقلها ومنحها نافذة أمل نحو مستقبل احترافي أفضل.
هناك لفت مايجانا الأنظار سريعا بفضل مهاراته الاستثنائية التي تجلت في براعته باللعب بقدمه اليسرى وقدرته على الإبداع داخل الملعب بالإضافة إلى رؤيته التكتيكية العالية وقد أثبت أنه لا يمتلك الموهبة الفطرية فحسب بل يتمتع أيضا بقوة ذهنية صلبة وطموح لا حدود له ويلعب بروح قتالية عالية في كل مباراة.
هذا التميز لم يمر مرور الكرام حيث قرر مدرب المنتخب النيجيري تحت عشرين عاما عليو زبيرو ضمه إلى قائمة الفريق التي شاركت في بطولة كأس الأمم الإفريقية للشباب التي أقيمت في مصر بين أبريل ومايو الماضيين لتمثل قصته منارة أمل حقيقية تظهر ما يمكن تحقيقه بالإيمان والمثابرة والعمل الجاد.
شارك الجناح الشاب الذي يبلغ طوله 167 سم في جميع مباريات منتخب النسور خلال البطولة القارية وكان عنصرا فاعلا في احتفال زملائه بتحقيق الميدالية البرونزية بعد الفوز على المنتخب المصري بركلات الترجيح في مباراة تحديد المركز الثالث ليواصل بعدها مسيرته الدولية ويتم اختياره ضمن القائمة النهائية المشاركة في مونديال تشيلي.
وخاض مايجانا أولى مبارياته في كأس العالم أساسيا أمام منتخب النرويج في الجولة الأولى للمجموعة السادسة وهي المباراة التي خسرها المنتخب الإفريقي بهدف نظيف والآن تتجه الأنظار إلى أدائه في المباراة القادمة أملا في تحقيق نتيجة إيجابية تبقي على حظوظ فريقه في المنافسة العالمية.
