شهدت فعاليات المنتدى الدولي للأمن السيبراني إعلان إطلاق مبادرتين عالميتين جرى الكشف عنهما ضمن المبادرة الأوسع التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حيث تم تطوير مؤشر عالمي لحماية الطفل في الفضاء السيبراني وإصدار تقرير دولي متخصص يسلط الضوء على تحديات توسيع مشاركة المرأة في هذا القطاع الحيوي.
وجاء الإعلان عن مؤشر حماية الطفل في الفضاء السيبراني ليكون أداة عالمية جديدة تهدف إلى بناء فضاء سيبراني أكثر أمانا للأطفال وقد تم تطويره بالتعاون مع المعهد الدولي DQ ومنظمات دولية متخصصة ويستند المؤشر إلى منهجية قياس شاملة تغطي كافة الأبعاد المؤثرة في حماية الطفل مثل دور المدارس والأهالي وقوة البنى التحتية التقنية إضافة إلى سياسات القطاع الخاص وتوجهات الدول ومن المنتظر أن يزود هذا المؤشر صناع القرار برؤى عملية وواضحة تساهم في تعزيز جهود حماية الأطفال عالميا.
وفي سياق متصل وضمن مبادرة تمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني استضاف المنتدى اجتماعا مهما جمع صناع القرار من منظمات دولية بارزة منها هيئة الأمم المتحدة للمرأة والوكالة الأممية المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وناقش الحضور ضرورة وضع استراتيجيات عملية تهدف إلى سد الفجوة الحالية في القوى العاملة في القطاع السيبراني كما ركز الاجتماع على أهمية استثمار كامل إمكانات المرأة لبناء منظومة سيبرانية قوية ومرنة وشدد على ضرورة رفع الوعي بين الطالبات وتطوير مهاراتهن عبر برامج تعليمية وتدريبية متخصصة.
ودعما لهذه الجهود أصدرت مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني بالتعاون مع جامعة دوك الأمريكية تقريرا دوليا تحت عنوان سد الفجوات التحديات والعقبات أمام توسيع قاعدة القوى النسائية العاملة في أمريكا اللاتينية ويقدم التقرير رؤى جديدة مبنية على أدلة واقعية حول الفرص والتحديات التي تواجه دخول المرأة وتقدمها المهني في مجال الأمن السيبراني.
وكشفت نتائج التقرير المستندة إلى بيانات استطلاع ودراسة ميدانية لعام 2025 في أمريكا اللاتينية عن إجماع حوالي 64% من المشاركين على أن تمثيل المرأة في هذا المجال لا يزال ضعيفا بشكل ملحوظ وأوضح التقرير أن تحديات نقص التمثيل النسائي تظهر في جميع المراحل المهنية الأربع بدءا من مسار التأهيل والبدء ثم التوظيف مرورا بالاحتفاظ بالموظفات وصولا إلى التقدم الوظيفي.
وأظهر استطلاع رأي شمل الطالبات أن الانخراط المحدود في مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في مراحل التعليم المبكرة بالإضافة إلى غياب التوجيه والإرشاد يمثلان عائقا رئيسيا أمام مشاركة المرأة في الأمن السيبراني حيث أفاد أكثر من نصف المشاركات بنسبة 53.3% بعدم معرفتهن بالفرص الوظيفية المتاحة في المجال بينما عبر أكثر من 40% عن عدم ثقتهن بمهاراتهن التقنية والفنية مما يؤكد الحاجة الماسة إلى برامج إرشاد وتوجيه فعالة.
وتتولى مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني التي تأسست بأمر ملكي عام 2023 كمؤسسة مستقلة ذات بعد دولي مهمة الإشراف على تنفيذ مشروعات مبادرتي ولي العهد العالميتين وتسعى المؤسسة إلى توحيد جهود أصحاب المصلحة حول العالم من خلال فتح آفاق الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات ودفع الحوار بين الخبراء في الموضوعات المتعلقة بتمكين المرأة وحماية الطفل في الفضاء السيبراني بما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية عالميا.