تنتشر بين النساء الحوامل فكرة مغلوطة وشائعة بأن فترة الحمل تتيح لهن تناول الطعام بكميات مضاعفة بحجة تغذية شخصين في آن واحد وهو اعتقاد قد يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة على الأم والجنين على حد سواء ويتسبب في زيادة مفرطة وغير ضرورية في الوزن.
وفي هذا السياق توضح الدكتورة غادة سيد استشارية الرضاعة الطبيعية ومنسقة الشبكة الدولية لتغذية الرضع أن احتياجات المرأة الحامل من السعرات الحرارية تزيد بمقدار 500 سعر حراري فقط عن المعدل الطبيعي للشخص العادي. وترجع هذه الزيادة إلى أن جسم الأم يستهلك طاقة أكبر لدعم نمو الجنين وتطوره بشكل سليم وليس إلى الحاجة لمضاعفة كميات الطعام.
لتحقيق التغذية السليمة يجب أن يكون النظام الغذائي للحامل متوازنا وصحيا بحيث يشمل كافة المجموعات الغذائية الأساسية. وينبغي أن يرتكز الغذاء على البروتينات الضرورية لبناء أنسجة الجنين والتي يمكن الحصول عليها من مصادر متنوعة مثل اللحوم والدواجن والأسماك والبيض. كما أن المعادن تلعب دورا حيويا مثل الكالسيوم الموجود في منتجات الألبان لتقوية عظام الأم والجنين والحديد من البقوليات والحبوب لتجنب فقر الدم.
إلى جانب ذلك تعد النشويات من الحبوب الكاملة مصدرا هاما للطاقة بينما توفر الخضراوات والفاكهة والمكسرات الفيتامينات والألياف اللازمة. وشددت غادة سيد على أهمية الالتزام بالمكملات الغذائية التي يصفها الطبيب المتابع للحالة حيث إنها تضمن حصول الأم على ما يكفي من العناصر الدقيقة كحمض الفوليك والحديد والكالسيوم مما يحمي صحتها ويدعم تطور الجنين بشكل مثالي.
وتشير استشارية الرضاعة الطبيعية إلى أن الشراهة في تناول الطعام خلال الحمل ظنا أنه يساهم في نمو الجنين بشكل أفضل هو خطأ كبير. فالنتيجة المباشرة هي زيادة وزن الأم بشكل مفرط مما يضطرها للبحث عن أنظمة غذائية قاسية لإنقاص الوزن بعد الولادة. وهذا بدوره قد يؤثر سلبا على قدرتها على الرضاعة الطبيعية وإدرار الحليب.
لذلك تنصح الأمهات اللاتي عانين من زيادة كبيرة في الوزن أثناء الحمل بالتروي قبل البدء في أي حمية غذائية. ومن الأفضل تأجيل خطوة إنقاص الوزن إلى ما بعد انتهاء فترة الرضاعة الطبيعية الحصرية أو على الأقل حتى يبدأ الطفل في تناول الأطعمة الصلبة لضمان عدم تأثر تغذيته أو كمية الحليب التي يحصل عليها.
