تستقبل منطقة الحدود الشمالية في هذه الفترة من العام أسراب الطيور المهاجرة بأعداد كبيرة حيث تعبر أسرابها أجواء المملكة في رحلتها الموسمية السنوية من مناطق تكاثرها الشمالية متجهة نحو أماكن قضائها فصل الشتاء في الجنوب مما يشكل لوحة طبيعية فريدة.
ولوحظ خلال موسم الهجرة الحالي طائر بلشون الليل أسود التاج الذي ينتمي إلى فصيلة البلشونيات ويتميز ببنيته القوية وريشه الرمادي الذي يتباين مع التاج الأسود البارز على رأسه ويمتد إلى أعلى ظهره ويعد هذا الطائر من الكائنات الليلية التي تبدأ نشاطها مع حلول الغروب لتصطاد الأسماك والبرمائيات التي تشكل غذاءها الأساسي.
ويبرهن هذا العبور المكثف للطيور على المكانة البيئية الهامة التي تحتلها الحدود الشمالية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الممرات العالمية لهجرة الطيور وتسهم هذه الظاهرة الطبيعية بشكل مباشر في إثراء التنوع الحيوي ودعم استقرار النظم البيئية في المنطقة.
وبناء على ذلك فقد شددت الجهات المختصة على أهمية وعي المواطنين والزوار بضرورة حماية البيئات الطبيعية التي تعتمد عليها الطيور المهاجرة أثناء فترة عبورها ودعت إلى الامتناع التام عن ممارسة الصيد أو أي أنشطة أخرى قد تعكر صفو استقرارها وذلك لضمان استمرارية هذه الظاهرة الفريدة التي تمنح المنطقة قيمة جمالية وبيئية مضافة.
