
قد تبدو المصافحة باليد لفتة ودية وشائعة للتعبير عن الاحترام وحسن النية ولكنها قد تتحول دون قصد إلى وسيلة سريعة لنقل الجراثيم المسببة للأمراض. يمكن لمجرد تلامس الأيدي أن يفتح الباب أمام مجموعة متنوعة من العدوى مما يجعل فهم هذه المخاطر والحرص على نظافة اليدين أمرا ضروريا للحفاظ على الصحة العامة.
تتصدر فيروسات الإنفلونزا ونزلات البرد الشائعة قائمة الأمراض التي تنتقل بسهولة عبر المصافحة. فعندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس تنتشر جزيئات دقيقة من الفيروس وتستقر على يديه لتنتقل بعد ذلك إلى يد شخص آخر بمجرد المصافحة. ويمكن أن يؤدي لمس الأنف أو الفم دون وعي إلى ظهور أعراض الإنفلونزا القوية مثل ارتفاع الحرارة وآلام الجسم والقشعريرة أو أعراض الزكام المزعجة كالعطس وسيلان الأنف والتعب العام.
تنتشر بعض الأمراض بسرعة فائقة في الأماكن المزدحمة مثل المدارس والمكاتب ومنها التهاب الملتحمة المعروف بالعين الوردية. فإذا لمس شخص عينه المصابة ثم صافح آخر تنتقل العدوى بسهولة مسببة احمرارا وحكة. وبالمثل فإن مرض اليد والقدم والفم الذي يصيب الأطفال غالبا وينتج عنه بثور مؤلمة يمكن أن ينتشر عن طريق المصافحة حتى قبل ظهور الأعراض الواضحة مما يجعله معديا للغاية.
لا تقتصر المخاطر على الفيروسات فقط فالبكتيريا المسببة لمشكلات معوية خطيرة مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا يمكن أن تجد طريقها إلى الجسم عبر الأيدي الملوثة. عند ملامسة الأسطح أو مصافحة يد حاملة للبكتيريا ثم لمس الفم تدخل هذه الجراثيم لتسبب أعراضا حادة تشمل الإسهال والتقلصات والغثيان وقد تصل إلى الجفاف.
يمكن لفيروس الهربس البسيط المسبب للقروح الباردة حول الفم أن يبقى نشطا على اليدين حتى في غياب البثور الظاهرة والمصافحة ثم ملامسة الوجه قد تكون كافية لإثارة تفشي المرض. كذلك فإن التهابات الجلد التي تسببها بكتيريا المكورات العنقودية أو الفطريات قد تنتقل من يد إلى أخرى خصوصا بوجود جروح صغيرة أو خدوش مما يؤدي إلى ظهور احمرار أو تورم قد يتفاقم إذا لم يتم التعامل معه.
لهذا السبب يمثل غسل اليدين الفوري بعد المصافحة خط دفاع أساسيا للحماية من هذه المخاطر. إن استخدام الماء والصابون لمدة عشرين ثانية على الأقل يعمل على القضاء على غالبية الجراثيم الضارة. وفي حال عدم توفرهما يمكن لمعقمات اليدين الكحولية أن تكون بديلا فعالا. هذه العادة البسيطة لا تحمي الفرد وحده بل تساهم أيضا في كسر سلسلة انتقال العدوى إلى أفراد العائلة والأصدقاء وزملاء العمل.