
يؤكد خبراء تغذية الأطفال على الأهمية الكبيرة لإدراج الأسماك ضمن النظام الغذائي للرضع نظرا لما تقدمه من فوائد جوهرية للنمو الصحي والمتكامل خلال المراحل العمرية المبكرة. وتعتبر الأسماك مصدرا بروتينيا حيويا لا يقتصر نفعه على الكبار فقط بل يمتد ليشمل الصغار منذ بداية تناولهم الأطعمة الصلبة مما يجعله عنصرا أساسيا يجب تناوله مرة أو مرتين أسبوعيا.
وقد كشفت دراسات علمية حديثة عن فائدة غير متوقعة لإدخال السمك في طعام الرضع في عمر مبكر حيث أظهرت النتائج أن هذه الممارسة قد تقلل من فرص إصابة الطفل بأنواع مختلفة من الحساسية الغذائية في مراحل لاحقة من حياته.
يرجع الفضل في هذه الفوائد إلى احتواء السمك على قيمة غذائية عالية فهو غني بالبروتين عالي الجودة الذي يبني العضلات والأنسجة. كما يزخر بالأحماض الدهنية أوميجا 3 التي تلعب دورا محوريا في تطور دماغ الطفل وجهازه العصبي مما يعزز قدراته على التركيز والانتباه لاحقا.
ويوصي الدكتور محمد عبد الحليم استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بضرورة تقديم وجبات السمك للأطفال مرة واحدة أسبوعيا فور بلوغهم الشهر السادس من العمر. وشدد على أن هذه الخطوة تسهم بشكل فعال في دعم نمو الجسم والعظام والأسنان والمخ بصورة ممتازة مما يؤسس لصحة قوية في المستقبل.
إضافة إلى ذلك يدعم تناول السمك صحة العيون بشكل مباشر لاحتوائه على حمض DHA الضروري لتطور شبكية العين وتحسين حدة الإبصار لدى الرضيع. ويقوي السمك جهاز المناعة بفضل ما يحتويه من فيتامينات ومضادات أكسدة تحمي الطفل من العدوى والأمراض المختلفة كما أنه يمد الجسم بالطاقة والعناصر اللازمة لنمو جسدي وعقلي متوازن.
وحول الطريقة المثلى لتقديم السمك للرضيع ينصح الخبراء باختيار السمك المشوي. ويتم تجهيزه عن طريق أخذ قطع صغيرة جدا من منطقة ظهر السمكة والتأكد من نزع القشور والعظام بالكامل قبل تقديمها للطفل لضمان سلامته وسهولة تناوله للوجبة.
يعد السمك كنزا من المعادن والفيتامينات الهامة مثل اليود والزنك والحديد وفيتامين د. ويكتسب فيتامين د أهمية خاصة في تقوية العظام والأسنان خصوصا في ظل قلة تعرض الكثير من الرضع لأشعة الشمس المباشرة والتي تعد المصدر الرئيسي لهذا الفيتامين.