
يعرف الكمون منذ آلاف السنين كعنصر أساسي في مطابخ الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وصولا إلى الهند والصين ولم يقتصر دوره على كونه مجرد نكهة للطعام بل امتد ليشمل استخدامات متعددة في الطب التقليدي واستخلاص الزيوت العطرية نظرا لما تحمله بذوره الصغيرة من خصائص صحية هائلة.
تشير الأبحاث إلى أن الكمون قد يلعب دورا في إدارة مرض السكري وآثاره إذ استخدم تاريخيا كعلاج مضاد للسكري وأظهرت دراسة قدرته على خفض مستوى اليوريا في الدم وهو مركب يؤثر على استجابة الجسم للأنسولين كما دعمت تجارب أجريت على الحيوانات دوره المحتمل في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الصحي.
ولا تقتصر فوائده على ذلك فقط حيث أظهرت دراسات متعددة أن الكمون قد يساعد في ضبط مستويات الكوليسترول في الجسم وفي إحدى التجارب ساهم مسحوق الكمون المضاف للزبادي في تقليل الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية بينما عمل على زيادة مستويات الكوليسترول الجيد.
على صعيد صحة الجهاز الهضمي أثبتت الأبحاث فعالية الكمون في معالجة العديد من المشكلات المتعلقة به ففي إحدى الدراسات السريرية خفف مستخلص الكمون بشكل واضح من أعراض متلازمة القولون العصبي مثل آلام البطن والانتفاخ كما يعد الكمون علاجا شعبيا قديما للإسهال وهو استخدام تدعمه أدلة علمية أولية قوية.
وقد يعود جزء من هذه الفعالية إلى خصائصه المضادة للبكتيريا حيث أظهرت التجارب المعملية قدرة الكمون على الحد من نمو الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض بما فيها بكتيريا الإشريكية القولونية التي قد تسبب التسمم الغذائي وهذه الخاصية تفسر أيضا سبب استخدامه تقليديا كمادة حافظة طبيعية للأطعمة.
يمتد الاهتمام العلمي بالكمون ليشمل دوره المحتمل في الوقاية من السرطان ففي العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوانات لاحظ العلماء أن بذور الكمون قد تمنع الخلايا السرطانية من التكاثر وتعيق نمو أنواع مختلفة من الأورام كتلك التي تصيب الكبد والمعدة والقولون ومع ذلك يشدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت هذه التأثيرات تنطبق على البشر.