مع عودة الطلاب إلى فصولهم الدراسية وأماكن اللعب الجماعية تظهر من جديد مشكلة قمل الرأس كواحدة من أكثر التحديات الصحية شيوعا بين الأطفال في سن المدرسة ورغم أن الإصابة لا ترتبط أبدا بمستوى النظافة الشخصية إلا أن طبيعة تفاعل الأطفال تساهم في انتشاره بسرعة فائقة.
ينتقل القمل بين الأطفال بطرق متعددة أبرزها التلامس المباشر للرؤوس أثناء اللعب أو الانحناء للمذاكرة معا كما تشكل مشاركة الأدوات الشخصية سببا رئيسيا للعدوى وتشمل هذه الأدوات الأمشاط وفرش الشعر والقبعات وأغطية الرأس وسماعات الأذن وحتى الوسائد وتعتبر البيئات المزدحمة مثل الفصول الدراسية والحافلات المدرسية والأنشطة الرياضية أرضا خصبة لانتقال العدوى من طفل لآخر.
ولتجنب إصابة الأطفال بعدوى القمل ينصح الخبراء باتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية تبدأ من المنزل من خلال توعية الطفل بأساسيات النظافة الشخصية مع ضرورة غسل الشعر بانتظام وتجفيفه جيدا ويعتبر الفحص الدوري للشعر مرة واحدة أسبوعيا على الأقل باستخدام مشط ذي أسنان دقيقة خطوة حاسمة للكشف المبكر عن أي إصابة وينبغي التركيز أثناء الفحص على المناطق التي يكثر فيها وجود القمل وهي المنطقة خلف الأذنين وعند مؤخرة الرقبة وقمة الرأس.
يجب التأكيد على الأطفال بعدم استخدام أدوات زملائهم الشخصية إطلاقا مثل فرشاة الشعر أو القبعات والكابات وأغطية الرأس ومن المهم أيضا تعليمهم مفهوم المسافة الشخصية لتجنب ملامسة رؤوسهم لرؤوس الآخرين أثناء الأنشطة المختلفة وفي حال اكتشاف أي إصابة بالمنزل يجب إبلاغ إدارة المدرسة فورا لاتخاذ التدابير الوقائية اللازمة مع باقي الطلاب ومنع تفشي العدوى.
تقدم بعض الزيوت الطبيعية حماية إضافية حيث تعمل كرادع للقمل ومن أشهرها زيت شجرة الشاي وزيت اللافندر وزيت جوز الهند ويمكن إضافة بضع قطرات منها لشامبو الطفل أو تدليك فروة الرأس بها أسبوعيا كما يلجأ بعض الأهالي إلى رش رذاذ مخفف بزيت اللافندر على الشعر قبل الذهاب للمدرسة وبالنسبة للأطفال الأكثر عرضة للعدوى فإن إبقاء الشعر قصيرا أو ربطه بإحكام يقلل من فرص انتقال القمل.
تلعب نظافة الملابس والمقتنيات دورا مهما في الوقاية حيث يساعد غسلها باستمرار على درجة حرارة مرتفعة نسبيا في القضاء على أي قمل قد يكون عالقا بها ويوصى بغسل ملابس الطفل ومفروشاته فورا بعد عودته من رحلة مدرسية أو أي نشاط جماعي يتضمن المبيت خارج المنزل.
في حال تأكدت إصابة الطفل بالقمل لا يوجد ما يدعو للقلق فالمشكلة شائعة ولها حلول فعالة تبدأ باستخدام الشامبوهات والمستحضرات العلاجية المخصصة للقضاء على القمل والتي ينصح بالحصول عليها بعد استشارة الطبيب أو الصيدلي وبجانب العلاج المباشر للشعر يجب تنظيف كل أدوات الطفل الشخصية مثل المشط والوسادة والقبعة عبر غسلها بالماء الساخن ومن الضروري إعادة فحص الشعر بعد أسبوعين للتأكد من التخلص التام من القمل وبيضه.
