
يشكل الاهتمام بالنظام الغذائي حجر الزاوية في إدارة مرض السكري فالتعامل مع هذا المرض يتجاوز الاعتماد على الأدوية ليشمل نمط حياة متكامل. وفي هذا السياق يبرز دور الوجبات الخفيفة كعنصر فعال في الحفاظ على استقرار مستويات السكر بالدم وتعزيز الشعور بالشبع والمساعدة في التحكم بالوزن إلى جانب دعم صحة القلب.
تعتمد الخيارات الغذائية الموصى بها لمرضى السكري على محتواها الغني بالألياف والبروتين والدهون الصحية مع نسبة منخفضة من الكربوهيدرات لضمان عدم حدوث ارتفاعات حادة في جلوكوز الدم بعد تناولها. ويعتبر البيض المسلوق خيارا مثاليا حيث توفر البيضة الواحدة كمية جيدة من البروتين تبلغ حوالي 6.3 جرامات مقابل نصف جرام فقط من الكربوهيدرات مما يبطئ امتصاص السكر ويدعم الإحساس بالامتلاء لفترة طويلة.
من الخيارات الممتازة الأخرى التي تجمع بين فوائد متعددة مزيج الزبادي مع التوت. فالتوت مصدر غني بالألياف التي تبطئ عملية الهضم وتساهم في استقرار سكر الدم كما أن الزبادي يحتوي على البروبيوتيك التي تشير بعض الدراسات إلى أنها قد تحسن من قدرة الجسم على استقلاب السكريات. وبالمثل يقدم اللوز قيمة غذائية عالية فهو غني بالماغنسيوم الضروري لعملية استقلاب الجلوكوز ويساعد في تحسين صحة القلب عبر خفض مستويات الكوليسترول الضار.
تتنوع الوجبات الخفيفة المناسبة لتشمل خيارات نباتية مثل الخضروات مع الحمص الذي يحتوي على البروتين والدهون الصحية وقد أظهرت الأبحاث أن تناوله يقلل من جلوكوز الدم ويزيد الشبع. كما أن الأفوكادو بفضل محتواه العالي من الألياف والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة قد يساهم في خفض مستويات سكر الدم وسكر الدم الصائم. ويمكن أيضا تناول التفاح مع زبدة الفول السوداني كوجبة غنية بالألياف.
تعد لفائف الديك الرومي خيارا غنيا بالبروتين ومنخفض الكربوهيدرات حيث يمكن لف شريحة من الديك الرومي حول قطعة جبن وخضروات غير نشوية للتحكم في سكر الدم وتقليل الشهية. وتوفر جبنة القريش كمية كبيرة من البروتين وقد تساعد في تقليل مقاومة الأنسولين ودعم جهود فقدان الوزن. أما سلطة التونة فتعد مصدرا ممتازا للبروتين وأحماض أوميغا 3 دون أي كربوهيدرات تقريبا.
يمكن أيضا الاستمتاع بوجبات أخرى مثل الحمص المشوي الذي يقدم كمية متوازنة من البروتين والألياف أو الجبن مع البسكويت المصنوع من الحبوب الكاملة مع ضرورة التأكد من خلو البسكويت من الدقيق المكرر والسكر المضاف. ورغم أن الفشار يحتوي على نسبة أعلى من الكربوهيدرات فإنه غني بالألياف ويمكن تناوله مع مصدر بروتين مثل المكسرات لتحقيق التوازن.
تشمل القائمة كذلك حلوى بذور الشيا الغنية بالبروتين والألياف التي تساعد على استقرار سكر الدم وسلطة الفاصوليا السوداء التي تمنع ارتفاعات السكر وتساعد في خفض مستويات الأنسولين بعد الوجبات. ويمكن تناول خليط المكسرات والبذور والفواكه المجففة كمصدر للدهون الصحية والبروتين ولكن باعتدال بسبب سعراته الحرارية المرتفعة. وتظل أعواد الكرفس مع زبدة الفول السوداني وجبة بسيطة ومنخفضة السعرات الحرارية مع إضافة قيمة من البروتين والألياف.